للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ص:  >  >>

قوله: (وَأُولات) هذا الأول مما يلحق بجمع المؤنث السالم، لأنه لا مفرد له من لفظه بل من معناه. وهو (صاحبات) ومفرده (صاحبة) ، وهو ملازم للإضافة لاسم جنس (١) ظاهر، ولهذا يعرب إعراب الجمع بدون تنوين. تقول: جاءت أولاتُ أدب، ورأيت أولاتِ أدب، ومررت بأولاتِ أدب. قال تعالى: {وَأُولَاتُ الْأَحْمَالِ أَجَلُهُنَّ أَنْ يَضَعْنَ حَمْلَهُنَّ} (٢) فـ (أولات الأحمال) مبتدأ مرفوع بالضمة، (والأحمال) مضاف إليه، والجملة بعده خبر، والتقدير: (أجلُهن وَضْعُ حمِلهن) وقال تعالى: {وَإِنْ كُنَّ أُولَاتِ حَمْلٍ} (٣) فـ (أولات حمل) خبر (كان) منصوب بالكسرة. واسمها نون الإناث المدغمة في نون (كان) .

قوله: (ومَا سُمِّي بِهِ مِنْهُمَا) هذا النوع الثاني مما يلحق بهذا الجمع. وهو ما سمي به من هذا الجمع وملحقاته. وهو المراد بقوله: (منهما) أي ما سمي به من لفظ (أولات) وما سمي به مما جمع بألف وتاء، والمراد بالتسمية أن ينقل لفظ الجمع إلى العلمية فَيُنزَّل منزلة المفرد. نحو (فاطمات، زينبات) ونحوهما مما صار علماً على امرأة.

ومثله: (عرفات) (علم على المشعر المعروف) . تقول: هذه عرفاتٌ، ورأيت عرفاتٍ، ومررت بعرفاتٍ. فترفعه بالضمة، وتنصبه وتجره بالكسرة مع التنوين (٤) مراعاة لظاهره، وهو أنه جمع مع أن مدلوله مفرد (٥) ، ومنه قوله تعالى: {فَإِذَا أَفَضْتُمْ مِنْ عَرَفَاتٍ فَاذْكُرُوا اللَّهَ عِنْدَ الْمَشْعَرِ الْحَرَامِ} (٦)

٥- ما لا ينصرف


(١) تقدم تعريف اسم الجنس في باب الأسماء الستة.
(٢) سورة الطلاق، آية: ٤.
(٣) سورة الطلاق، آية: ٦.
(٤) هذا تنوين المقابلة الذي يحلق جمع المؤنث السالم.
(٥) من العرب من يحذف التنوين. ومنهم من يعربه إعراب الممنوع من الصرف مراعاة لمفرده وهو أنه علم مؤنث مفرد فيمنع من الصرف للعلمية والتأنيث.
(٦) سورة البقرة، آية: ١٩٨.

<<  <   >  >>