هى مجرد اجتهادات نظرية، وكل واحد منها «منقوض» بمثال أو أكثر، مما يدل على أن الحكم فيها ليس على الجميع، وإنما على المجموع. وانظر إلى ما يلى:
* ضابط حروف التهجى، وقع منه فى «المدنى» سورتى البقرة وآل عمران.
* ضابط آدم وإبليس فى «البقرة» وهى مدنية لا مكية.
* ضابط «يا أيها الناس» فى «النساء» وهى مدنية لا مكية وقس على ذلك.
ب- المدنى: ضوابطه ومميزاته:
* كل سورة ذكر فيها النفاق والمنافقين فهى مدنية، لأنه لم يكن بمكة نفاق أصلا، وإنما إيمان مطلق، أو كفر بواح.
* كل سورة فيها حدّ، أو أمر بفريضة فهى مدنية.
* كل سورة ذكر فيها «أمر بالجهاد والقتال» فهى مدنية.
* كل سورة فيها جدال مع أهل الكتاب من اليهود والنصارى فهى مدنية.
* كل سورة فيها خطاب للمؤمنين غالبا.
هذا أيضا مع أنّ المدنى لوحظ بإمعان النظر والتدبر فى قراءته أن له مميزات فى:
أ- أسلوبه: يعتمد على طول العبارة، وسلاسة الجرس، ومخاطبة العقل، كما أنها ذات مقاطع طويلة.
ب- موضوعه:
١ - دعوة أهل الكتاب إلى الإيمان بالإسلام، وتبكيت إخفائهم ما أنزل الله فى كتبهم بشأن دعوة محمد صلّى الله عليه وسلّم وشخصه.
٢ - كشف حقائق النفاق والمنافقين، وتحليل ما فى داخل نفوسهم، والتحذير من خطرهم.
٣ - فرض الأحكام الشرعية: وإعلان المبادئ التى يقوم عليها الدين الجديد من عبادات، ومعاملات، وأحوال شخصية، وعلاقات دولية سلّما أو حربا، أو عهودا ومواثيق.