بجلاء ووضح وبين أهمية تفسير الصحابى، وقيمته العلمية فقال وهو يعدد أوليات هذه الأهمية:
من حيث ترتيب مصادر هذه الأقوال:«إذا لم نجد التفسير فى القرآن ولا فى السنة رجعنا فى ذلك إلى أقوال الصحابة فإنهم أدرى بذلك، لما شاهدوه من القرائن والأحوال التى اختصوا بها، ولما لهم من الفهم التام، والعلم الصحيح، والعمل الصالح، ولا سيما علماؤهم وكبراؤهم».
وأما النوع الثانى: فمجمع على وجوب الأخذ به وعدم العدول عنه إلى اجتهاد من بعده.
[مطلب فى: خصائص تفسير الصحابة، ومميزاته]
١ - لم يكن التفسير فى هذا العهد تفسيرا مكتوبا، ولا مدونا، وإنما كان شأنه شأن علم الحديث. والسبب فى ذلك أن الأمة كلها فى هذه الفترة اعتمدت على نقل علمها رواية ومشافهة، لا تدوينا ولا كتابة لوجود النهى الصارم عن تدوين غير القرآن خوف إلباسه بما ليس منه لقوله صلّى الله عليه وسلّم:«لا تكتبوا عنى شيئا ومن كتب عنى غير القرآن فليمحه» اللهم إلا ما كان ينقله البعض من الحفاظ والمفسرين على هوامش مصاحفهم من أوجه القرآن ولغاته فظنها المتأخرون عنهم أنها من تفاسيرهم.
٢ - لم يأخذ التفسير شكلا منتظما يتماشى مع ترتيب السور، أو حتى ترتيب آيات السورة الواحدة.
٣ - لم يستقص أى مفسر من كبار مفسرى الصحابة ومكثريهم جميع آيات القرآن الكريم، وإنما فسروا فقط ما غمض فهمه على الناس، أو ما عرفوا له أسبابا