جاء هذا المدخل لبيان جذور الحضارة الإسلامية المعتمدة على الوحى الإلهى سواء كان قرآنا أو سنة.
وألقى ضوءا كافيا على أهمية هذه الجذور التى تحاول بعض الأقلام المجنّدة من قبل جهات كثيرة، لا تريد لهذه الحضارة أن تستمر فى أداء رسالتها الخالدة، لأنها فى نظر هذه الجهات خطر عليها، وعلى مسيرة حضارتها هى.
والمأجور، والمؤجّر كلاهما فى فهم خاطئ، فحضارة الإسلام لم تأت لتهدم حضارات الأمم الأخرى، بل لتعاونها، وتشد من أزرها إن حاولت أن تستفيد منها، أو تستقل بنفسها وبشئون أبنائها، إن وجدت صدا لمثل هذا النوع من التعاون.
فهى على كل حال حضارة شامخة بعلومها، وفنونها، وآدابها، وتهذيبها يحتاج إليها، ولا تحتاج إلى غيرها.
فجاء هذا المدخل ليقول فى تواضع إلى كل من لا يفهم- أو لا يحاول أن يفهم- أن جذور الحضارة الإسلامية راسخة وقويّة وعميقة، ولا يهدم شيئا منها صرخة ناعق لأنها وبكل بساطة تعاليم سماوية محفوظة بالذّكر وعلوم الذّكر وقد قيّض الله لها من يقوم على خدمتها، وتنميتها، والحفاظ عليها.
وقد كنت أرغب فى أن أترك الكتابة فى نتائج هذا المدخل إلى فطنة القارئ لولا أن العمل العلمى يحتم علىّ التذكير به، حتى وإن كانت قائمة بين يديه يراها رأى العين.