للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

الإسلامية بالمعنى العام، وأن علوم القرآن بالمعنى الاصطلاحي تتعلق بالقرآن الكريم بالمعنى الخاص.

فإن العلاقة بين المعنى الاصطلاحي، والمعنى الإضافى كعلاقة الفرع بالأصل، ونسبته إليها «كنسبة الفرع إلى أصوله، أو الدليل إلى مدلوله. كما عبّر الزرقانى فى «المناهل» (١).

[فائدة علوم القرآن الكريم]

لما كانت الحضارة الإسلامية ككل مبنية أصلا على «الوحى». سواء أكان جليا وهو «القرآن». أم خفيا، وهو «السّنّة». فأن «المفسّر» للقرآن، والشارح للسنة يحتاج إلى أدوات يفسّر بها القرآن لتعينه على تقريب مراد الله تعالى من آياته إلى أذهان الناس.

ولا وسيلة لهذا إلا بمعرفة العلوم التى تعينه على ذلك.

ومثل علوم القرآن هنا كمثل علوم الحديث بالنسبة لمن أراد أن يدرس علم الحديث. وهو ما عبر عنه السيوطى فى مقدمة «الإتقان». حين قال:

«ولقد كنت فى زمان الطلب أتعجب من المتقدمين إذ لم يدونوا كتابا فى أنواع علوم القرآن، كما وضعوا ذلك بالنسبة إلى علم الحديث». ثم أخذ يستعرض ما وقع له من مشايخه فى علوم القرآن (٢).

وبهذا يعرف فى الجملة أن من أراد أن يقترب من مراد الله تعالى فى آيات القرآن فعليه أن يلم إلماما كافيا بعلوم القرآن فهى وسيلته التى تعينه على ذلك.

[أهمية علوم القرآن]

(١) لا شك أن القرآن الكريم نفسه هو أساس مادة التشريع والأحكام، وبيان


(١) مناهل العرفان لمحمد عبد العظيم الزرقانى ١/ ٢٨.
(٢) مقدمة كتاب «الإتقان» للسيوطى ١/ ٤.

<<  <   >  >>