للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

[مؤلفاته]

نص المؤلف على عنوان كتابه هذا في مقدمته وسماه «التعريف بما أنست الهجرة من معالم دار الهجرة» وجاء ضبط كلمة «أنست» بفتح الهمزة وسكون النون وفتح السين مضبوطًا بهذا الشكل في عنوان نسخة الأصل التي اعتمدنا عليها، ثم ذكر المؤلف ما يوحي بهذا الضبط ويبرر قبوله بقوله: «وقد خلت- أي المدينة- ممن يَعرف معالمها وأخبارها ويعرف معاهدها وآثارها فذكرت في هذا المختصر من ذلك ما عرفته … وسميته التعريف بما أنست الهجرة من معالم دار الهجرة» فكأن المؤلف يريد أن يعرف بما ناله الهجر والنسيان والاندثار من معالم المدينة، وهذا كله يصحح ما شاع من أن اسم الكتاب هو التعريف بما آنست .. أي بمد الهمزة من الأنس، ويظهر أن هذا الخطأ أول ما ظهر كان من أحد النساخ في كتابة عنوان إحدى نسخ مخطوطاته ثم شاع في فهارس المخطوطات ونسخة الكتاب المطبوعة وتابع ذلك كثيرون دون تمعن في دلالة العنوان وإيماء المؤلف إلى مراده منه.

ويشير ابن حجر إلى كتاب «التعريف بما أنست الهجرة من معالم دار الهجرة» للمطري بقوله: «وصنف تاريخًا مفيدًا» (١)، ويقول السخاوي: «وصنف تاريخًا للمدينة مفيدًا» (٢)، وهذا من باب الوصف له، وليس النص على عنوانه بينما نص ابن فهد عليه فقال: «وألف لها- أي المدينة- تاريخًا سماه التعريف بما أنست الهجرة من معالم دار الهجرة» (٣) ولم نجد في المصادر التي ترجمت لجمال الدين المطري ذكرًا لمؤلفات له عدا كتابه هذا، كما لم يشر المؤلف نفسه في ثنايا كتابه إلى رسائل أو كتب أخرى له عدا النص على كتابه هذا بالعنوان ذاته. وهذا يجعل ما ذكره حاجي خليفة من أن للمطري


(١) ابن حجر: الدرر الكامنة ج ٣ ص ٣١٥.
(٢) السخاوي: التحفة اللطيفة ج ٣ ص ٤٧٣.
(٣) ابن فهد: لحظ الألحاظ ص ١١٠.

<<  <   >  >>