للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

[ذكر العود الذي كان في الأسطوانة التي عن يمين مصلى النبي -صلى الله عليه وآله وسلم-]

وهي الجذع تَقدّم ذِكره قبل هذا، الذي كان يخطب إليه -صلى الله عليه وآله وسلم- قال الشيخ محب الدين بن النجار (١) روى أهل السير عن مصعب بن ثابت بن عباد بن عبد الله بن الزبير، قال: طلبنا علَم العود الذي في مقام النبي -صلى الله عليه وآله وسلم- فلم يقدر (٢) على أحد أن يذكر لنا منه شيئًا، حتى أخبرني محمد بن مسلم بن السائب صاحب المقصورة (٣)، قال: جلستُ إلى أنس بن مالك -رضي الله عنه-، قال: أتدري لم صُنع هذا العود، وما أصله؟ (٤) فقلت: لا أدري، فقال: كان رسول الله -صلى الله عليه وآله وسلم- يضع عليه يمينه، ثم يلتفتُ إلينا، فيقول: استووا، عدلوا (٥) صفوفكم. فلما توفي رسول الله -صلى الله عليه وآله وسلم-، سُرق العود فطلبه أبو بكر -رضي الله عنه- فلم يجده، حتى وجده عمر -رضي الله عنه- عند رجل من الأنصار بقباء، قد دفن في الأرض، فأكلته الأرضة، فأخذ له عود فشقه وأدخله فيه، ثم شعبه ورده إلى الجدار، فهو العود الذي وضعه عمر بن عبد العزيز في القبلة، وهو الذي في المحراب اليوم باق. قال مسلم بن حباب: كان ذلك العود من طرفاء الغابة (٦) وكان في الحائط،


(١) ابن النجار: الدرة الثمينة ص ٨٩. والمؤلف ينقل بالنص عنه كثيرًا.
(٢) هكذا في الأصل وفي (ب) نقدر وهو الأقرب. وعند ابن النجار فلم نجد.
(٣) محمد بن مسلم بن السائب بن الخباب المدني، ذكره ابن حبان في الثقات، ظل حيًا حتى عهد عمر بن الخطاب. المزي: تهذيب الكمال ج ٢٦ ص ٤١١.
(٤) في الأصل ما أسله، وفي (ب) غير مقروءة وفي (ص) وما أساله والكلمة هي ما أصله أبدِلت الصاد سينا نتيجة لحن.
(٥) في الأصل اعتدلوا والتصحيح من (ب).
(٦) الغابة: منطقة كثيفة الأشجار كالأثل والطرفاء تقع شمالي مجتمع السيول في شمال المدينة إلى الغرب من جبل أحد، وقد كانت فيها بعض المزارع والبساتين وما زالت إلّا أن العمران الحديث بدأ يمتد إليها واخترقتها عدد من الطرق المعبدة الكبيرة مثل طريق الجامعات وطريق العيون الخليل. انظر السمهودي ج ٤ ص ١٢٧٥؛ الخياري: تاريخ معالم المدينة المنورة ص ٢٤٣.

<<  <   >  >>