للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

[ذكر منبر النبي -صلى الله عليه وآله وسلم- ومصلاه وفيه ذكر احتراق الحرم الشريف وعمارته وحدود المسجد القديم]

ذكر الشيخ محب الدين بن النجار (١)، عن محمد بن الحسن بن زَبَالة قال: كان طول منبر النبي -صلى الله عليه وآله وسلم- الأول ذراعين في السماء، وثلاثة أصابع. وعرضه ذراع راجح، وطول صدره وهو مستند النبي -صلى الله عليه وآله وسلم- ذراع. وطول رمانتي (٢) المنبر اللَّتين كان يُمسكهما -صلى الله عليه وآله وسلم- بيديه الكريمتين إذا جلس شبر (٣) وإصبعان. وعرضه ذراع في ذراع أو يزيد، وتربيعه سواء. وعدد درجاته ثلاث بالمقعد، وفيه خمسة أعواد من جوانبه الثلاثة.

قلت: هذا ما كان عليه في حياة رسول الله -صلى الله عليه وآله وسلم-، وفي خلافة أبي بكر وعمر وعثمان -رضي الله عنه- م. فلما حج معاوية (٤) -رضي الله عنه- في خلاته كساه قبطية (٥) ثم كتب إلى مروان وهو عاملة على المدينة، أنِ ارفع المنبرَ عن الأرض، فدعا له النجارين، ورفعوه عن الأرض، وزاد من أسفله ست درجات، ورفعوه عليها، فصار للمنبر تسع درجات بالمجلس. قال ابن زبالة: لم يزد فيه أحد قبله ولا بعده.


(١) ابن النجار: الدرة الثمينة ص ٨٢.
(٢) رمانتي المنبر: نتوآن مدورين في جانبي المنبر يصنعان من الخشب لتزيينه، وكذلك لتساعدا في صعوده والجلوس عليه.
(٣) في الأصل شبرًا.
(٤) في الأصل معوية.
(٥) قبطية: أي مصنوعة في مصر نسبة في الأصل إلى القبط هناك، ومنها كساء قباطي.

<<  <   >  >>