للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

[ذكر الجذع الذي كان النبي -صلى الله عليه وآله وسلم- يخطب إليه]

حدثنا الشيخ أبو الحسن بن علي، حدثنا الإمام أبو عبد الله بن محمود، أخبرنا عبد الرحمن بن علي، أخبرنا يحيى بن علي، أخبرنا جابر بن ياسين، أخبرنا المخلص، حدثنا البغوي، حدثنا شيبان بن فروخ، حدثنا المبارك بن فضالة، حدثنا الحسن عن أنس -رضي الله عنه- قال: كان رسول الله -صلى الله عليه وآله وسلم- يخطب اليوم إلى جمب خشبة، مسندًا ظهره إليها، فلما كثر الناس قال: ابنوا لي منبرًا فبنوا له منبرًا له عتبتان، فلما قام على المنبر يخطب حنت الخشبة إلى رسول الله -صلى الله عليه وآله وسلم- (١). قال أنس، وأنا في المسجد فسمعت الخشبة تحن حنين الواله (٢)، فما زالت تحن حتى نزل إليها فاحتضنها فسكتت. فكان الحسن -رحمه الله- إذا حدث بهذا الحديث بكى، وقال: يا عباد الله الخشبة تحن إلى رسول الله -صلى الله عليه وآله وسلم- شوقًا إليه لمكانته (٣) إلى الله -عز وجل-، فأنتم أحق أن تشتاقوا إلى لقائه (٤). وفي الصحيحين من حديث الجذع ما فيه كفاية (٥). وكان هذا الجذع عن يمين مصلى رسول الله -صلى الله عليه وآله وسلم-، لاصقًا بجدار المسجد القِبْلِي في موضع كرسي الشمعة اليمنى، التي توضع عن يمين الإمام المُصلِّي في مقام النبي -صلى الله عليه وآله وسلم-، والأسطوانة قِبلِي الكرسي وهي متقدمة عن موضع الجذع فلا يُعتمد


(١) ابن خزيمة: صحيحه ج ٣ ص ١٣٩، وقد صححه.
(٢) الواله: هو مَنْ اشتد وجده وحزنه على مفارقة ولده أو وليفه. ابن منظور ج ٦ ص ٩٨٤.
(٣) في الأصل لمكانة، وفي (ب) لمكانه، والأقرب ما أثبتناه.
(٤) ابن عبد البر: الاستيعاب ج ٤ ص ٤٣٧؛ ابن المبارك: كتاب الزهد ص ٣٦١.
(٥) انظر مثلًا البخاري ج ٣ ص ١٤١٣ - ١٤١٤ هـ.

<<  <   >  >>