للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

أحمر غيره يسيل من الجبل. وذكر ابن الأثير في جامع الأصول (١) عن أبي الوليد، قال: سألت ابن عمر -رضي الله عنه- ما عن الحصباء الذي كان في المسجد، فقال: إنا مطرنا ذات ليلة فأصبحت الأرض مبتلة، فجعل الرجل يجيء بالحصباء في ثوبه فيبسطه تحته، فلما قضى رسول الله -صلى الله عليه وآله وسلم- صلاته قال: «ما أحسن هذا»، ثم قال: أخرجه أبو داود (٢). وحدثنا ابن العراقي، نا ابن النجار، أخبرتنا عفيفة الفارقانية (٣) في كتابها، عن الحسن بن أحمد، عن أحمد بن عبد الله، عن جعفر بن محمد، أنا ابن عبد الرحمن، نا الزبير بن بكار، نا محمد بن الحسن، عن عبد العزيز بن أبي حازم، عن الضحاك ابن عثمان، عن بشر بن سعيد أو سليمان ابن يسار، يشك الضحاك، أنه حدثه أن المسجد كان يُرَشُّ في زمن النبي -صلى الله عليه وآله وسلم-، وزمان أبي بكر، وعامة زمان عمر، فكان الناس يتنخمون فيهِ ويبصقون، حتى قدم ابن مسعود الثقفي (٤) فقال لعمر: أليس قربكم وادٍ؟ قال: بلى، قال: فمر بحصباء تطرح فيه، فهو أكَفُّ للمخاط والنُّخامة، فأمر عمر به. وذكر أيضًا عن محمد بن سعد، أن عمر بن الخطاب -رضي الله عنه- ألقى الحصباء في مسجد رسول الله -صلى الله عليه وآله وسلم-، وكان الناس إذا رفعوا رؤوسهم من السجود نفضوا أيديهم من التراب، فجيء بالحصباء من العقيق من هذه العرصة فَبُسط في المسجد (٥).


(١) ج ١١ ص ١٨٧.
(٢) أبو داود: سننه ج ١ ص ٣١٥ - ٣١٦. والحديث ضعيف. الألباني: ضعيف سنن أبي داود ص ٤٣.
(٣) عفيفة الفارقانية: لم أعثر لها على تعريف.
(٤) ابن مسعود الثقفي: هو عروة من أكابر قومه ثقيف، حتى قيل إنه المقصود بـ {رَجُلٍ مِنَ الْقَرْيَتَيْنِ عَظِيمٍ}، وكانت له يد بيضاء في إجراء الصلح بين المسلمين وقريش في الحديبية، قتل لما حاول دعوة قومه للإسلام بعيد فتح الطائف. ابن حجر: الإصابة ج ٤ ص ٤٩٢ - ٤٩٣.
(٥) ابن سعد: الطبقات الكبرى ج ٣ ص ٢٨٤.

<<  <   >  >>