للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

الله -صلى الله عليه وآله وسلم- أفضل من ألف صلاة فيما سواه من المساجد إلّا المسجد الحرام، فإن رسول الله -صلى الله عليه وآله وسلم- آخر الأنبياء، وأن مسجده آخر المساجد، قال أبو عبد الله (١): لم يُشكَّ أن أبا هريرة كان يقول عن حديث رسول الله -صلى الله عليه وآله وسلم- فمنعنا ذلك أن نستثبت أبا هريرة عن ذلك الحديث، حتى إذا توفي أبو هريرة تذكرنا ذلك، وتَلَاوَمنا، أن لا نكون كَلَّمنا أبا هريرة في ذلك حتى يسنده إلى رسول الله -صلى الله عليه وآله وسلم- إن كان سمعه منه، فبينا نحن على ذلك جَالسَنا عبد الله بن إبراهيم بن قارض، فذكرنا ذلك الحديثَ الذي فَرّطنا فيه من نَصِّ أبي هريرة عنه، فقال لنا عبد الله بن إبراهيم: أشهد أَني سمعتُ أبا هريرة يقول: قال رسول الله -صلى الله عليه وآله وسلم-: «إني آخر الأنبياء، وإن مسجدي آخر المساجد» (٢). وبه إلى مسلم -رحمه الله- قال، وحدثني عمرو الناقد، وزهير بن حرب جميعًا، عن ابن عيينة قال عمرو: ثنا سفيان، عن الزهري، عن سعيد، عن أبي هريرة يبلغ به النبي -صلى الله عليه وآله وسلم-: «لا تشد الرحال إلّا إلى ثلاثة مساجد مسجدي هذا ومسجد الحرام، ومسجد الأقصى» (٣)، وبه إليه- -رحمه الله- - قال: حدثني محمد بن حاتم، ثنا يحيى بن سعيد، عن حميد الخراط قال: سمعت أبا سلمة بن عبد الرحمن قال: مرَّ بي عبد الرحمن بن أبي سعيد الخدري قال: قلتُ له: كيف سمعتَ أباك يذكر في المسجد الذي أسس على التقوى؟ (٤) قال: قال لي أبي: دخلتُ على رسول الله -صلى الله عليه وآله وسلم- في بيت بعض نسائه فقلتُ: يا رسول الله، أيُّ المسجدين الذي أسس على التقوى؟ قال: فأخذ كفا من الحصباء فضرب به الأرض ثم قال: «هو مسجدكم هذا (٥)»، لمسجد المدينة. قال: قلت له: أشهد أني سمعت أباك هكذا يذكره.


(١) هكذا في الأصل وفي (ب) و (ص) قال أبو سلمة وأبو عبد الله.
(٢) مسلم ج ٢ ص ١٠١٢.
(٣) مسلم ج ٢ ص ١٠١٤.
(٤) مسلم ج ٢ ص ١٠١٥.
(٥) في الأصل مسجدكم هذا، بدون هو والصحيح ما أثبتناه كما جاء عند مسلم.

<<  <   >  >>