للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

ومنها أيضًا وصفه موضع مبرك ص ٣٣٣ هـ ٤ بأنه مبرك ناقة رسول الله -صلى الله عليه وآله وسلم- وهذا خطأ معيب، فهو هنا موضع في الطريق إلى مكة.

وكذلك ذكر أن «عصر» يقع بين المدينة ووادي الفرع، والصحيح أنه يقع بين المدينة وخيبر.

وهذا كله على سبيل المثال لا الحصر مما لا يتسع المجال لذكره هنا.

وقد ظللت أرقب هذا الكتاب لعل أحدًا يتصدى لتحقيقه كما ينبغي أو يقرب من ذلك حتى قيض الله تعالى لي من الوقت والجهد فقُمت بذلك، وتوفرتُ على جمع أقدم نسخة المخطوطة بعد نسخة المؤلف، ومنها ثلاث نسخ تعود إلى الثلاثين سنة التي أعقبت وفاة المؤلف عام ٧٤١ هـ.

وعلى الرغم من أن المطري مؤلف مقل، وليس له شهرة مؤرخي المدينة الآخرين كابن النجار والفيروزآبادي والسمهودي، إلَّا أن معاصرته لبعض الأحداث ووقوفه بنفسه ميدانيًّا على كثير من المعالم، واعتبار كتابه أحد المصادر المبكرة التي اعتمد عليها من جاء بعده جعلت له أهمية وقيمة تاريخية لا يمكن إغفالها. ثم هو- وقد أدركنا- جدير بالعناية والاهتمام اللذين حظيت بهما مؤلفات في تاريخ المدينة أقل منه قيمة في المعنى والمبنى.

راجيًا أن أكون قد وفقت في تحقيقه وإخراجه بصورة هي أقرب ما تكون إلى الصورة التي كتبها بها مؤلفه، وخدمتها بتخريج أحاديثها، والتعريف بأعلامها ومعالمها، بإيجازٍ وتوازن لا يخل أو يطغى على المتن وغير ذلك مما يتطلبه منهج التحقيق، وبالذات المعالم وهي ما قصدها المؤلف من تأليف كتابه، وأترك لأهل الاختصاص والقراء الحكم والتمييز بين هذا الجهد والجهود السابقة المبذولة نحو هذا الكتاب، ولا أزعم الكمال فهناك هفوات وقصور لا يخلو منها مثل هذا العمل.

<<  <   >  >>