للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

وأما خوخة أبي بكر -رضي الله عنه- (١) فإن الشيخ محب الدين بن النجار قال (٢): قال أهل السير: إن باب أبي بكر كان غربي المسجد، ونَقَل أيضًا أنه كان قريب المنبر، ولما زادوا في المسجد إلى حده من الغرب، نقلوا الخوخة وجعلوها في مثل مكانها أولا.

كما نقل باب عثمان إلى موضعه اليوم. قلت: وباب خوخة أبي بكر -رضي الله عنه- اليوم هو باب خزانةٍ لبعض حواصل المسجد، إذا دخلت من باب السلام المعروف قديمًا بباب مروان كانت على يسارك، قريبًا من الباب. وكذلك أُدخِل باب فاطمة -رضي الله عنه- ا الذي في المسجد، وهو شمالي بيت عائشة -رضي الله عنه- ا الذي فيه قبر النبي -صلى الله عليه وآله وسلم- وصاحبيه -رضي الله عنه- ما. وبنى عمر بن عبد العزيز على بيت النبي -صلى الله عليه وآله وسلم- حائطًا ولم يُوصله إلى سقف المسجد، بل دُوَين (٣) السقف، بمقدار أربعة أذرع، وأدار عليه شباكا من خشب، من فوق الحائط إلى السقف، يراه مَنْ يتأمله من تحت الكسوة التي على الحجرة الشريفة، فإنه أعيد بعد احتراق المسجد على ما كان عليه قبل ذلك.

وأدخل عمر بن عبد العزيز بعضَ بيت فاطمة -رضي الله عنه- ا من جهة الشمال في الحائز (٤) الذي بناه مُحرَّفًا على الحجرة الشريفة، يلتقي على ركن واحد، لئلا تكون الحجرة الشريفة مُربعة كالكعبة فيتصور جُهَّال العامة الصلاة إليها كالصلاة إلى الكعبة. وبقي بقيةُ البيت من جهة الشمال وفيه اليوم صندوق مربع من خشب فيه أسطوانة وخلفه محراب.


(١) لا يزال في الرواق الغربي من التوسعة العثمانية شمالي باب السلام لوحة باسم خوخة أبي بكر الصديق -رضي الله عنه- تشير إلى موقعها الأصلي.
(٢) ابن النجار: الدرة الثمينة ص ٨٣.
(٣) دوين: تصغير دون.
(٤) الحائز هكذا في كل النسخ أي الحاجز. وفي هذا إشارة مهمة للوضع المعماري الذي ينبغي أن يكون عليه وضع الحجرة للمحذور المذكور من قبل. وكيف حاول أن يتلافاها عمر بن عبد العزيز -رضي الله عنه-.

<<  <   >  >>