للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

سيدنا رسول الله -صلى الله عليه وآله وسلم-، وعليه قبة فيها شباك من جهة القبلة، وهو مدفون إلى جنب عثمان بن مظعون -رضي الله عنه- كما ورد في الصحيح (١)، أن رسول الله -صلى الله عليه وآله وسلم- حين مات إبراهيم -عليه السلام- أنهم قالوا: أين نحفر له؟ قال: عند فَرَطنا عثمان، وورد أيضًا عن عبد الرحمن بن عوف، حين نزل به الموت، أرسلت إليه عائشة -رضي الله عنه- ا، أنْ هَلُمَّ إلى أصحابك، يعني النبي -صلى الله عليه وآله وسلم-، وأبا بكر وعمر -رضي الله عنه- ما، فقال: لستُ بمُضيقٍ عليك بيتكِ إني كنتُ قد عاهدتُ ابن مظعون أيُّنا مات دُفن إلى جَنب صاحبه. ادفنوني إلى جنب عثمان فدفن إلى جانبه، فعلى هذا يُزار (٢) مع إبراهيم -عليه السلام-.

وفي [قبلة] (٣) قبة عقيل -رضي الله عنه- حظير (٤) مبني بالحجارة، يُقال فيه قبور أزواج رسول الله -صلى الله عليه وآله وسلم-، فيُسلم عليهن هناك. ثم قبر أمير المؤمنين أبي عمرو عثمان بن عفان -رضي الله عنه- شرقي البقيع في موضع يعرف بِحِش كوكب (٥)، وعليه قبة عالية بناها أسامة بن سنان الصلاحي، أحد أمراء صلاح الدين يوسف بن أيوب، سنة إحدى وست مئة.

ثم قبر أمير المؤمنين علي بن أبي طالب، وهي فاطمة بنت أسد بن هاشم بن عبد مناف -رضي الله عنه- وعنها، في آخر البقيع، شمالي قبة عثمان -رضي الله عنه-، في موضع يُعرف بالحمام وعليها قبة صغيرة.


(١) لم أجده في الصحيحين.
(٢) هكذا في الأصل، وفي (ب) و (ص) يزاران وكلاهما صحيح.
(٣) الزيادة من (ب) و (ص) وهو الأقرب للصواب. … إذ إن سياق النص أن الحظير المشار إليه خارج القبة وليس داخلًا فيها.
(٤) حظير: هو حائط دائري صغير قليل الارتفاع في الغالب.
(٥) حش كوكب: هو الموضع الذي دفن عثمان بن عفان -رضي الله عنه- فيه، وكان يقع في الشمال الشرقي من البقيع قبل توسعته الحديثة ويعرف بخضراء أبان، وهو ابن عثمان، ويسمى أيضًا بالروحاء، وقد أدخلت هذه المنطقة في البقيع منذ بداية العصر الأموي. السمهودي: وفاء الوفاء ج ٣ ص ٩١٣ - ٩١٤؛ العياشي: المدينة بين الماضي والحاضر ص ٣١٦ - ٣١٧.

<<  <   >  >>