للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

الأئمة، وهذا نصها:

قال البخاري في (صحيحه) : (باب النفث في الرقية) ثم ساق حديث أبي قتادة: أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «إذا رأى أحدكم شيئا يكرهه فلينفث حين يستيقظ ثلاثا، ويتعوذ من شرها، فإنها لا تضره (١) » . وساق حديث عائشة «أن النبي صلى الله عليه وسلم كان إذا أوى إلى فراشه نفث في كفيه، بـ (قل هو الله أحد) و (المعوذتين) جميعا ثم يمسح بهما وجهه وما بلغت يداه من جسده (٢) » .

وروى حديث أبي سعيد في الرقية بالفاتحة - ونص رواية مسلم: «فجعل يقرأ أم القرآن ويجمع بزاقه ويتفل فبرأ الرجل (٣) » . وذكر البخاري حديث عائشة: «أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يقول في الرقية: بسم الله تربة أرضنا، وريقة بعضنا، يشفى سقيمنا، بإذن ربنا (٤) » .

وقال النووي: فيه استحباب النفث في الرقية، وقد أجمعوا على جوازه، واستحبه الجمهور من الصحابة والتابعين ومن بعدهم.

وقال البيضاوي: قد شهدت المباحث الطبية على أن للريق مدخلا في النضج وتعديل المزاج، وتراب الوطن له تأثير في حفظ المزاج ودفع الضرر - إلى أن قال: - ثم إن الرقى والعزائم لها آثار عجيبة تتقاعد العقول عن الوصول إلى كنهها.

وتكلم ابن القيم في (الهدي) في حكمة النفث وأسراره بكلام طويل قال في آخره: وبالجملة: فنفس الراقي تقابل تلك النفوس الخبيثة، وتزيد بكيفية نفسه، وتستعين بالرقية والنفث على إزالة ذلك الأثر، واستعانته بنفثه كاستعانة تلك النفوس الرديئة بلسعها. وفي النفث سر آخر، فإنه مما تستعين به الأرواح الطيبة والخبيثة؛ ولهذا تفعله السحرة كما يفعله أهل


(١) صحيح البخاري التعبير (٧٠٤٤) ، صحيح مسلم الرؤيا (٢٢٦١) ، سنن الترمذي الرؤيا (٢٢٧٧) ، سنن أبو داود الأدب (٥٠٢١) ، سنن ابن ماجه تعبير الرؤيا (٣٩٠٩) ، مسند أحمد بن حنبل (٥/٣٠٠) ، موطأ مالك الجامع (١٧٨٤) ، سنن الدارمي الرؤيا (٢١٤١) .
(٢) صحيح البخاري الطب (٥٧٤٨) .
(٣) صحيح مسلم السلام (٢٢٠١) ، سنن أبو داود البيوع (٣٤١٨) ، مسند أحمد بن حنبل (٣/٤٤) .
(٤) صحيح البخاري الطب (٥٧٤٥) ، صحيح مسلم السلام (٢١٩٤) ، سنن أبو داود الطب (٣٨٩٥) ، سنن ابن ماجه الطب (٣٥٢١) ، مسند أحمد بن حنبل (٦/٩٣) .

<<  <   >  >>