النَّاسِ تَهْوِي إِلَيْهِمْ وَارْزُقْهُمْ مِنَ الثَّمَرَاتِ لَعَلَّهُمْ يَشْكُرُونَ} [إبراهيم: ٣٧] ، ويتذكر أيضًا أن "مكة المكرمة" هي المدينة الوحيدة في العالم، التي يجتمع فيها المسلمون للعبادة كل عام من جميع أنحاء العالم الإسلامي؛ لذلك سميت "أم القرى"، وأثبت العلم حديثًا أنها المركز الوسيط بين مدارات الأرض.
وحي الكعبة المشرفة:
وحين يستقبل الحجيج بيت الله الحرام، يشعر كما قال الله تعالى أنه في أول بيت:{إِنَّ أَوَّلَ بَيْتٍ وُضِعَ لِلنَّاسِ لَلَّذِي بِبَكَّةَ مُبَارَكًا وَهُدًى لِلْعَالَمِينَ}[آل عمران: ٩٦] ، لذلك تشد إليه الرحال ويضاعف فيه الأجر إلى مائة ألف ضعف؛ فعن أبي سعيد الخدري -رضي الله عنه- قال: سمعت رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يقول:"لا تُشَدُّ الرحال إلا إلى ثلاث مساجد: مسجدي هذا، ومسجد الحرام، ومسجد الأقصى" ١، وفيه الكعبة المشرفة، التي رفع قواعدها خليل الله وابنه إسماعيل -عليهما السلام- جد العرب والنبي صلى الله عليه وسلم، وتوحي للمؤمن وهو يطوف بها بتوحيد قلوب المسلمين قبلة واحدة في جميع بقاع الأرض:{وَحَيْثُ مَا كُنْتُمْ فَوَلُّوا وُجُوهَكُمْ شَطْرَهُ}[البقرة: ١٤٤] ؛ ليعبدوا ربًّا واحدًا، في عقيدة وشريعة واحدة جاء بها الإسلام، وما عداها فهو باطل، مهما تفرقت الشيع والمذاهب والأحزاب، قال تعالى:{وَاعْتَصِمُوا بِحَبْلِ اللَّهِ جَمِيعًا وَلَا تَفَرَّقُوا وَاذْكُرُوا نِعْمَةَ اللَّهِ عَلَيْكُمْ إِذْ كُنْتُمْ أَعْدَاءً فَأَلَّفَ بَيْنَ قُلُوبِكُمْ فَأَصْبَحْتُمْ بِنِعْمَتِهِ إِخْوَانًا}[آل عمران: ١٠٣] .