أَمْوَالِهِمْ حَقٌّ مَعْلُومٌ، لِلسَّائِلِ وَالْمَحْرُومِ} [المعارج: ٢٤، ٢٥] .
وحي عرفة:
في اليوم التاسع من ذي الحجة يلتقي الحجيج جميعًا في إزار ورداء واحد من بقاع شتى في أنحاء العالم، وقد اختلفت ألسنتهم وأجناسهم وألوانهم وأعمارهم وقاماتهم وشعورهم وأنواعهم، يرددون شعارًا واحدًا: "لبيك اللهم لبيك، لبيك لا شريك لك لبيك، إن الحمد والنعمة لك والملك، لا شريك لك"، يناجون إلهًا واحدًا لا شريك له، ويخشون عذابه، ويطمعون في رحمته وجنته في خشوع وخضوع، وذلة وانكسار، ودعاء ورجاء وخوف، ورغبة ورهبة في هذا الموقف المهيب الرهيب، يتذكر الإنسان تجرد الناس في المحشر يوم القيامة: {يَوْمًا يَجْعَلُ الْوِلْدَانَ شِيبًا} [المزمل: ١٧] ، {يَوْمًا لَا يَجْزِي وَالِدٌ عَنْ وَلَدِهِ وَلَا مَوْلُودٌ هُوَ جَازٍ عَنْ وَالِدِهِ شَيْئًا} [لقمان: ٣٣] ، {يَوْمَ لَا يَنْفَعُ مَالٌ وَلَا بَنُونَ، إِلَّا مَنْ أَتَى اللَّهَ بِقَلْبٍ سَلِيمٍ} [الشعراء: ٨٨، ٨٩] ، {يَوْمَ يَفِرُّ الْمَرْءُ مِنْ أَخِيهِ، وَأُمِّهِ وَأَبِيهِ، وَصَاحِبَتِهِ وَبَنِيهِ} [عبس: ٣٤-٣٦] ، {مَنْ ذَا الَّذِي يَشْفَعُ عِنْدَهُ إِلَّا بِإِذْنِهِ} [البقرة: ٢٥٥] ، {لِمَنِ الْمُلْكُ الْيَوْمَ لِلَّهِ الْوَاحِدِ الْقَهَّارِ، الْيَوْمَ تُجْزَى كُلُّ نَفْسٍ بِمَا كَسَبَتْ لَا ظُلْمَ الْيَوْمَ إِنَّ اللَّهَ سَرِيعُ الْحِسَابِ} [غافر: ١٦- ١٧] .
وحي جبل الرحمة:
يقف الحجيج بجوار جبل الرحمة كما وقف أصحاب رسول الله -صلى الله عليه وسلم- وهو على مرتفع منه راكبًا ناقته القصواء يستمعون إليه في خطبته
مشروع مجاني يهدف لجمع ما يحتاجه طالب العلم من كتب وبحوث، في العلوم الشرعية وما يتعلق بها من علوم الآلة، في صيغة نصية قابلة للبحث والنسخ.
لدعم المشروع: https://shamela.ws/page/contribute