للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

اكتملت جذورها وساقها وفروعها وأوراقها وأزهارها، كذلك الصبي حين يبلغ الحلم، يجري في صلبه ما يحفظ به نوعه، ولو كان دون الخمسة عشر عامًا، التي تكون نهاية الحدّ في تفجير الطاقة الجنسية، وفورة العاطفة الشهوانية في الولد.

أما البنت تبلغ عندما يظهر عليها إمارات الأنوثة الناضجة التي تجعل الرحم على استعداد تام لحفظ نوعها، وذلك عن طريق المبيض الذي ينفجر حيضًا في العادة الشهرية، وعلى ذلك فمعنى البلوغ هو أن تأخذ الغريزة الجنسية في الإنسان مجراها الطبيعي في الحياة.

وينظر الإسلام إلى الدافع الجنسي كسائر الدوافع الفطرية الأخرى، فيقدرهاغ ويحترمها ويحميها وينظمها، بما يتلاءم مع كرامة الإنسان وشرفه على سائر المخلوقات، فيجعل تلبية الرغبة الجنسية في دائرة واحدة فقط، وهي الزواج، وأغلق أمامه كل الدوائر الأخرى، التي تهبط بشرف الإنسانية إلى الحيوانية، قال تعالى: {وَمِنْ آيَاتِهِ أَنْ خَلَقَ لَكُمْ مِنْ أَنْفُسِكُمْ أَزْوَاجًا لِتَسْكُنُوا إِلَيْهَا وَجَعَلَ بَيْنَكُمْ مَوَدَّةً وَرَحْمَةً إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَاتٍ لِقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ} [الروم: ٢١] ، وقال تعالى: {وَاللَّهُ جَعَلَ لَكُمْ مِنْ أَنْفُسِكُمْ أَزْوَاجًا وَجَعَلَ لَكُمْ مِنْ أَزْوَاجِكُمْ بَنِينَ وَحَفَدَةً وَرَزَقَكُمْ مِنَ الطَّيِّبَاتِ أَفَبِالْبَاطِلِ يُؤْمِنُونَ وَبِنِعْمَةِ اللَّهِ هُمْ يَكْفُرُونَ} [النحل: ٧٢] .

أحاط الإسلام الشباب بدائرة الزواج في مشقاته، وتكاليفه وكفاءته وقدراته، حتى ينصرف منذ البداية إلى الاستعداد له، واتخاذ الوسائل والأسباب كالعمل والتعليم، أو غير ذلك من وسائل المعيشة، لتضبط الشهوة وتبتلعها، حتى يقدر على الزواج، ليكون له ضابطًا آخر

<<  <   >  >>