للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

مِنَ النَّارِ. وَحُدِّثْتُ أَنَّ أَبَا الْفَضْلِ «١» الْجَوْهَرِيَّ لَمَّا وَرَدَ الْمَدِينَةَ زَائِرًا وَقَرُبَ مِنْ بُيُوتِهَا تَرَجَّلَ وَمَشَى بَاكِيًا مُنْشِدًا «٢» :

وَلَمَّا رَأَيْنَا رَسْمَ «٣» مَنْ لَمْ يَدَعْ لَنَا ... فُؤَادًا لِعِرْفَانِ «٤» الرُّسُومِ وَلَا لُبَّا «٥»

نَزَلْنَا عَنِ الْأَكْوَارِ «٦» نَمْشِي كَرَامَةً ... لِمَنْ بَانَ «٧» عَنْهُ أَنْ نُلِمَّ «٨» بِهِ رَكْبَا «٩»

وَحُكِيَ عَنْ بَعْضِ الْمُرِيدِينَ «١٠» أَنَّهُ لَمَّا أَشْرَفَ على مدينة الرسول


(١) ابو الفضل الجوهري: ليس هو عبد الله بن الحسن المصري الواعظ بجامع مصر في حدود السبعين واربعمائة وكان من العلماء الصالحين يتبرك به ويقتدى به في السلوك وانما هو كما في تاريخ الاندلس عبد الله بن الحكيم الرندي الاندلسي ذو الوزارتين، له فضل وحسب وفضل باهر وأدب: عالم بالقرآن والحديث والعربية. وله شعر رائق ونثر فائق، وارتحل للمشرق فأخذ بها عن ابن عساكر واكثر الرواية عنه وله رئاسة في عصره ولكنه خلع ونهبت أمواله وكتبه وقتل شهيدا.
(٢) والأبيات لابي الطيب المتنبي من قصيدة له في مدح سيف الدولة ولقد أجاد في تمثله به ونقله لمحل لائق به.
(٣) الرسم آثار الديار الدارسة والمراد آثاره صلّى الله عليه وسلم في معاهده ورسالته
(٤) عرفان: المعرفة.
(٥) اللب: العقل الخالص من الشوائب سمي به لانه خالس ما في الانسان في قواه
(٦) الاكوار: جمع كور وهو رحل الناقة بمنزلة السرج.
(٧) بان: ظهر.
(٨) فلم: ننزل أي لا يليق به اذ أتى النبي صلّى الله عليه وسلم وقد قرب مقامه أن يأتيه راكبا.
(٩) ركبا: أي راكبين من أسماء الجمع كرهط أو جمع راكب كصحب صاحب.
(١٠) المريدين للزيارة.

<<  <  ج: ص:  >  >>