للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

صلّى الله عليه وسلم أنشأ «١» يَقُولُ مُتَمَثِّلًا «٢» :

رُفِعَ الْحِجَابُ لَنَا فَلَاحَ لِنَاظِرٍ ... قَمَرٌ تَقَطَّعَ «٣» دُونَهُ «٤» الْأَوْهَامُ

وَإِذَا الْمَطِيُّ «٥» بِنَا بلغن محمدا ... فظهورهن على الرجال «٦» حرام

قربتنا من خير من وطيء الثَّرَى ... فَلَهَا عَلَيْنَا حُرْمَةٌ وَذِمَامُ «٧»

وَحُكِيَ عَنْ بَعْضِ الْمَشَايِخِ: أَنَّهُ حَجَّ مَاشِيًا.. فَقِيلَ لَهُ فِي ذَلِكَ: فَقَالَ: الْعَبْدُ الْآبِقُ «٨» يَأْتِي إِلَى بَيْتِ مَوْلَاهُ رَاكِبًا؟!!.

لَوْ قَدَرْتُ أَنْ أَمْشِيَ عَلَى رَأْسِي «٩» مَا مَشَيْتُ عَلَى قَدَمَيَّ.

قَالَ القاضي «١٠» : وجدير بمواطن عمّرت بالوحي والتنزيل


(١) ويروي (أنشد) والشعر من قصيدة لابي نوأس بن هانىء في مدح محمد الامين بن الرشيد وأول القصيد قوله:
يا دار ما فعلت بك الايام ... لم يبق فيك بشاشة فتسام
(٢) التمثل: انشاد شعر الغير في مقام يناسبه.
(٣) تقطع: بحذف إحدى التامين.
(٤) دونه: عنده.
(٥) المطي: جمع مطية وهي ما يمطى ظهرها أي يركب أي كناقة او فرس.
(٦) وفي نسخة (الرحال) بالحاء المهملة جمع رحل وهو للابل كالسراج للخيل وبرواية الجيم جمع رجل ذكر من بني آدم والمعنى متقارب أي اذا أوصلتهم لمقاصدهم كان لها حرمة تقتضي رعايتها وراحتها فلا يركبها بعد ذلك رجل ولا يوضع على ظهرها رحل بل تترك سارحة منعمة في مرعاها.
(٧) الذمام: العهد والامان.
(٨) الابق: الفار من سيده. واراد هنا المذنب المقصر.
(٩) كناية عن غاية التذلل.
(١٠) المصنف رحمه الله.

<<  <  ج: ص:  >  >>