للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وَتَرَدَّدَ بِهَا «١» جِبْرِيلُ «٢» وَمِيكَائِيلُ، وَعَرَجَتْ مِنْهَا الْمَلَائِكَةُ وَالرُّوحُ، وَضَجَّتْ «٣» عَرَصَاتُهَا «٤» بِالتَّقْدِيسِ وَالتَّسْبِيحِ وَاشْتَمَلَتْ تُرْبَتُهَا عَلَى جَسَدِ سَيِّدِ الْبَشَرِ، وَانْتَشَرَ عَنْهَا مِنْ دِينِ اللَّهِ وَسُنَّةِ رَسُولِهِ مَا انْتَشَرَ، مَدَارِسُ «٥» وآيات، وَمَسَاجِدُ وَصَلَوَاتٌ، وَمَشَاهِدُ الْفَضَائِلِ وَالْخَيْرَاتِ، وَمَعَاهِدُ الْبَرَاهِينِ وَالْمُعْجِزَاتِ، وَمَنَاسِكُ الدِّينِ، وَمَشَاعِرُ الْمُسْلِمِينَ، وَمَوَاقِفُ سَيِّدِ الْمُرْسَلِينَ، وَمُتَبَوَّأُ «٦» خَاتَمِ النَّبِيِّينَ، حَيْثُ انْفَجَرَتِ النُّبُوَّةُ، وَأَيْنَ «٧» فَاضَ عُبَابُهَا «٨» ، وَمُوَاطِنُ طُوِيَتْ «٩» فِيهَا الرِّسَالَةُ، وأول أرض مسّ جلد المصطفى تراثها «١٠» ، أَنْ تُعَظَّمَ عَرَصَاتُهَا، وَتُتَنَسَّمَ نَفَحَاتُهَا، وَتُقَبَّلَ رُبُوعُهَا وجدرانها..


(١) وفي نسخة (منها) .
(٢) أما تردد جبريل عليه الصلاة والسلام فظاهر وأما ميكائيل عليه الصلاة والسلام فكان ينزل عليه أحيانا.
(٣) ضجت: بتشديد الجيم أي صوتت.
(٤) عرصاتها: بفتحتين جمع عرصة وهي الارض والساحة المتسعة من غير بناء والمراد هنا الأرض مطلقا.
(٥) مدارس: جمع مدرس مفعل من الدرس وهو مكانه أي محال يدرس فيها القرآن
(٦) متبوأ: أي مساكن.
(٧) اين: اسم يستفهم به عن المكان فجرد عن الاستفهام لمجرد المكان. قيل انها نافية على اصلها. أي هي جواب من سأل وقال: اين فاض عباب النبوة؟ فيقال: هذه الاماكن.
(٨) العباب: بضم العين المهملة معظم السيل وارتفاعه وكثرة تموجه.
(٩) وفي نسخة (مهبط) بدون أي) مواطن مهبط الرسالة) .
(١٠) أي بعد الوفاة.

<<  <  ج: ص:  >  >>