للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

٣٣٢- حدثنا أحمد بن عبدة الضّبيّ. حدثنا فضيل بن عياض «١» عن منصور عن الزهري عن عروة عن عائشة قالت:

«ما رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم منتصرا من مظلمة ظلمها قطّ مالم ينتهك من محارم الله شيء، فإذا انتهك من محارم الله شيء كان من أشدّهم في ذلك غضبا «٢» ، وما خيّر بين أمرين إلا اختار أيسرهما ما لم يكن مأثما» «٣» .

٣٣٣- حدثنا ابن أبي عمر. حدثنا سفيان عن محمد بن المنكدر عن عروة عن عائشة رضي الله عنها قالت:

«استأذن رجل «٤» على رسول الله صلى الله عليه وسلم وأنا عنده فقال: بئس ابن العشيرة (أو) «٥» أخو العشيرة، ثم أذن له فلمّا دخل ألان له القول «٦» ، فلما خرج قلت يا رسول الله قلت ما قلت ثم ألنت له القول فقال يا عائشة إنّ من شرّ الناس من تركه الناس أو ودعه الناس اتقاء فحشه» «٧» .

٣٣٤- حدثنا سفيان بن وكيع. حدثنا جميع بن عمير بن عبد الرحمن العجلي أنبأنا رجل من بني تميم من ولد أبي هالة «٨» زوج خديجة/ ويكنى أبا عبد الله عن ابن أبي هالة عن الحسن بن علي قال:


(١) فضيل بن عياض: التيمي الخرساني، شيخ الشافعي، زاهد ومناقبه أكثر من أن تذكر. خرج له الجماعة.
(٢) والمعنى أن ينتقم ممن ارتكب ذلك لصلابته في الدين.
(٣) البخاري في الحدود وفي صفة النبي صلى الله عليه وسلم وفي الادب ومسلم في فضائل النبي صلى الله عليه وسلم وأبو داود في الادب برقم ٤٧٨٥ والطب.
(٤) هو عيينة بن حصن الفزاري، الذي يقال له الاحمق المطاع، وكان اذ ذاك من أهل النفاق ولذا قال فيه الرسول صلى الله عليه وسلم ما قال ليتقي شره، وهذا ليس بغيبة بل نصيحة للامة وقد أسلم بعد ذلك وحسن اسلامه وحضر بعض الفتوحات وقد اعتبر العلماء قول النبي صلى الله عليه وسلم فيه وهو غائب وإلانته له وهو حاضر من باب المداراة والتآلف.
(٥) الشك من الراوي، ورواية البخاري «أخو العشيرة» دون شك.
(٦) ألان له ليتألفه ليسلم قومه لأنه كان رئيسهم ومطاع فيهم، كما هو شأن الجفاة لانه لو لم يلن له القول لأفسد حال عشيرته وزين لهم العصيان لانهم لا يعصون له أمرا.
(٧) الترمذي في البر برقم ١٩٩٧ والبخاري في الأدب ومسلم برقم ٢٥٩١ وأبو داود برقم ٤٧٩١.
(٨) انظر كلمة عن أبي هالة في صفحة ٢١ حديث رقم ٧.

<<  <   >  >>