للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

لمن نسب إليه، ولذا القول الثاني:

"وقيل: إن طالت" تحقيقاً للحقيقة العرفية واللغوية، أما الصحبة التي رتب عليه الشرف العظيم هي تكون بمجرد رؤية النبي -عليه الصلاة والسلام-، أو بمجرد لقيه ولو شيئاً يسيراً، ما دام مؤمناً به -عليه الصلاة والسلام-، وهذا المحقق والمحرر عند أهل العلم، بعضهم قال: إن طالت الصحبة نعم وإلا فلا يسمى صاحب، لكن هذا يخرج جمع غفير من الصحابة الذين تُرجِموا في كتب الصحابة، ممن لم تطل مدة مقامهم معه -عليه الصلاة والسلام-، ممن أسلم في آخر حياته -عليه الصلاة والسلام-، أو ممن جاء إليه وأسلم على يديه، ثم رجع إلى قومه يخرجهم مع أن كتب الصحابة مملؤة من هذا النوع وهذا القسم، وقال:

. . . . . . . . . ... إن طالت ولم يثبتِ

"ولم يثبت" يعني لم يكن بالرأي الثابت لا من حيث النقل قيل به، وصح عمن نسب إليه، لكنه لم يكن ثابتاً، لم يكن القول به ثابتاً عند أهل العلم، عند أهل الحديث، الذين هم أهل الشأن، نعم؟

طالب:. . . . . . . . .

ورأوه كلهم صحابة.

طالب:. . . . . . . . .

المهم أنهم رأوه، تحقق أنهم رأوه، لقوه -عليه الصلاة والسلام-.

وقيل: من أقام عاماً أو غزا ... . . . . . . . . .

من أقام عاماً يعني طال المقام، ومن تمام القول: أو عامين، "أو غزا" يعني عزوة أو غزوتين معه، الأصل معه، (مع) محركة العين، لكن قد يحتاج إلى تخفيفها بالتسكين، كما قال:

فريشي منكم وهواي معْكم ... . . . . . . . . .

يجيزون هذا.

. . . . . . . . . ... . . . . . . . . . وذا لابن المسيب عزا

هذا القول من أقام عام أو عامين، أو غزا معه غزوة أو غزوتين، هذا القول معزو، عزاه ابن الصلاح لسعيد بن المسيب، ويقال: بالفتح مسيَب ومسيِب، ومقتضى ما ينقل عنه من الدعوة: "سيّب الله من سيّب أبي" التسييب هو الترك، ومنه السائبة المتروكة، مسيب، لكن هو المشهور، وهم يقررون: أن الخطأ المشهور خير من الصحيح المغمور، يعني ألسنة الناس قاطبة مسيَب, وإن كان مقتضى هذه الدعوة إن ثبتت عنه أن يقال: مسيِب.

. . . . . . . . . ... . . . . . . . . . وذا لابن المسيب عزا

عزاه ابن الصلاح.

وحيث جاء الفعل والضميرُ ... لواحد ٍ ومن له مستورُ

هاه؟