يعني لا شك أنه في مثل هذا التصرفات مزيد فائدة لطالب العلم، يعني لو لم يضبطه بهذا الضبط، ما عرفنا أن لغة تميم عشِرة، أو ما عرف كثير من طلاب العلم أن لغة تميم عشِرة، وقمَن هناك لو لم يضبطها بفتح الميم لكانت الجادة والناس كلهم ماشين على قمِن؛ لأنهم يعرفون الحديث:((فقمِن أن يستجاب لكم)) كل طلاب العلم يحفظون هذا الحديث، لكن ما يعرفون أن فيه ضبط ثاني، فهل من فائدة في مثل هذه التصرفات أن يطلع طلاب العلم على هذه اللغات؟ ولماذا لا يوجد في غيرها من الكلمات؟ يعني هل هذا مقصود أن نعرف أن لغة قريش أو لغة تميم كذا؟ يعني في صحيح البخاري -رحمه الله تعالى- في كتاب الأدب قال:"باب إذا لم تستحِ" بكسرة، حاء بدون ياء، بكسرة "فاصنع ما شئت"، "باب إذا لم تستحِ" بكسرة بدون ياء "فاصنع ما شئت" ثم ساق الحديث المرفوع: ((إن مما أدرك الناس من كلام النبوة الأولى إذا لم تستحي)) بالياء ((فاصنع ما شئت)) هل هذا مقصود أن نعرف أن الترجمة مقصود على لغة تميم والحديث على لغة قريش؟ لأن استحى يستحي بياء واحدة هذه لغة تميم، واستحيا يستحيي بياءين على لغة قريش، يعني هل من مقاصد الأئمة والعلماء في مثل هذه التصرفات أن يطلع طلاب العلم على هذه اللغات؟ ولماذا لم يترجم البخاري -رحمه الله تعالى- بلفظ الحديث؟ البخاري له نظرات بعيدة جداً، يعني يفيد بها القارئ من بُعد، يعني قد يهجم طالب ويصحح الحديث ويقول:(لم) هذه تجزم، حرف العلة لا بد أن يزال مع الجزم، طيب {إِنَّ اللَّهَ لاَ يَسْتَحْيِي} [(٢٦) سورة البقرة] بياءين، فإذا جزم ارتفعت ياء وبقت ياء، طيب الترجمة "إذا لم تستحِ" ليش حذفت الياء؟ نقول: هذه لغة وهذه لغة، أقول: فهل من مقاصد العلماء في مثل هذه التصرفات أن يطلع طلاب العلم على هذه اللغات؟ هاه؟