فيقول الناظم -رحمه الله تعالى- بعد أن أنهى الكلام على الصحابة وما يتعلق بهم، ذكر بعدهم الطبقة التي تليهم وهم التابعون، فقال: معرفة التابعين، وعرف التابعي بأنه من لقي الصحابي.
والتابعُ اللاقي لمن قد صحبا ... . . . . . . . . .
هناك: "رائي النبي" وهنا اللاقي.
رائي النبي مسلماً ذو صحبة ... . . . . . . . . .
اكتفى بمجرد الرؤية، وهنا:
والتابعُ اللاقي لمن قد صحبا ... . . . . . . . . .
أيهما أخص؟
طالب:. . . . . . . . .
نعم؟
طالب:. . . . . . . . .
أخص اللقاء، يعني الرؤية أعم، اللقاء والملاقاة تكون من الطرفين، والرؤية قد تكون من طرف واحد.
والتابعُ اللاقي لمن قد صحبا ... . . . . . . . . .
والتابع اللاقي لمن قد صحبا مع أنهم منهم من رجح أن الصحابي من لقي النبي -عليه الصلاة والسلام-، يعني على ما تقدم، نعم؟
طالب: ألا يقال يا شيخ: كل رائي لاقي، وليس كل لاقي رائي.
لا لا، عرفنا أن الرؤية أعم من أن تكون بالبصر، فإما أن تكون بالفعل بالبصر أو بالقوة القريبة من البصر، كما يحصل للأعمى نعم، هذا تقدم في تعريف الصحابي.
والتابعُ اللاقي لمن قد صحبا ... وللخطيب حده أن يصحبا
يعني مثل ما قيل في تعريف الصحابي أنه لا يسمى تابعي حتى يصحب الصحابي، على الخلاف الذي تقدم في الصحابي، وأنه هل يكفي مجرد الرؤية ولو لحظة، أو لا بد أن يصحبه صحبة يمكن أن يطلق عليها الصحبة لغة وعرفاً، أو أن هذا اصطلاح ولو صحبه أو رآه لحظة من اللحظات لشرف الاتصال به -عليه الصلاة والسلام-؟ ولذا التفريق بين رائي وبين لاقي من هذه الحيثية، يعني رؤية الصحابي ليس فيها من التشريف مثلما في رؤية النبي -عليه الصلاة والسلام-، ولذلك هناك اكتفوا بالرؤية، وهنا قالوا: لا بد من اللقاء، مع أن منهم من قال: إن من رأى الصحابي -كما تقدم- تابعي، مع أن مسألة التبع أوسع من مسألة الصحبة، كم تابع لأبي حنفية؟ وكم صاحب لأبي حنفية؟
طالب: الأتباع كُثُر.
هاه؟
الأتباع أهل المشرق كلهم تبع لأبي حنفية على مر العصور، نعم كم؟ وإذا أطلق الصاحب انصرف إلى اثنين فقط، إلى أبي يوسف ومحمد، فالصحبة أخص، ولذا قال:
. . . . . . . . . ... وللخطيب حده أن يصحبا