"لكنه" يعني سعيد بن المسيب "الأفضل عند أحمدا" يعني عند الإمام أحمد، والإمام أحمد لا يعدل به أحداً، لما اتصف به من علمٍ وعمل "وعنه قيسٌ" قيس بن أبي حازم "وسواه وردا"، قيس ومعه أبو عثمان النهدي، وأظن النخعي ثالثهم.
وفضل الحسنَ أهل البصرة ... . . . . . . . . .
يعني التفضيل على الإطلاق عند الإمام أحمد لسعيد بن المسيب، وتفضيله لسعيد لما اتصف به من علم وعمل، ولم يخفَ عليه -رحمه الله- ما جاء في فضل أويس القرني كما قال بعضهم أنه فضل سعيد لعله لم يبلغه ما ثبت في حق أويس القرني، كيف لم يبلغه وقد خرجه بسند صحيح في مسنده من طريق الثقات؟ نقول: لم يبلغه؟ قيل: إنه لم يبلغه لكن ما هو بصحيح الكلام، لكن النظر من حيث العموم والشمول، يعني صحيح في الزهد في البر في كذا، أويس مفضل بالنص، لكن لا يعني أنه أفضل من جميع الوجوه، وقلنا مراراً: إن التفضيل بمنقبة أو بصفة لا يعني التفضيل المطلق، يعني مثلما قلنا: إن إبراهيم -عليه الصلاة والسلام- أول من يكسى يوم القيامة قبل محمد -عليه الصلاة والسلام-، لكن هل يعني هذا أنه أفضل منه؟ لا، ومع ذلك مع وجود النص الصحيح في صحيح مسلم في حق أويس نقول: إن أويس أفضل من سعيد، لكن هذا توجيه كلام أحمد رحم الله الجميع.
. . . . . . . . . ... وعنه قيس وسواه وردا
وفضل الحسنَ أهل البصرة ... . . . . . . . . .
هذا تعصب للحسن؟ أهل البصرة فضلوه على غيره تعصب له؟
طالب: عايشوه.
نعم اطلعوا من أحواله ما لم يطلع عليه غيرهم، مما اقتضى تفضيله عندهم، وقد خفي عليهم من أحوال غيره ممن ليس من بلدهم ما اطلع عليه غيرهم، فكل أهل بلد لهم شخص مفضل؛ لأنهم عرفوه من قرب.
وفضل الحسنَ أهل البصرة ... والقرني أويس أهل الكوفة
ولا شك أن أويس ثبت فيه الحديث الصحيح، وإن نازع بعض المعاصرين، وتكلم في الخبر الذي في صحيح مسلم في قصة أويس، وزعم أن فيه ما فيه، لكن ليس لأحد كلام مع وجود الحديث في الصحيح، يعني أُلف فيه رسالة، نقول: ليس لأحد كلام مع أن الحديث مخرج في الصحيح، وإذا تطاولنا على الصحيحين فتحنا باباً واسعاً لأهل البدع في رد السنة بجملتها، إذا تطاولنا على الصحيح ما بقي لنا شيء، هذا بالنسبة للذكور.