عاد هم يختلفون، النبي -عليه الصلاة والسلام- مدح أناس في وجوههم، ومدح في وجهه بحضرته -عليه الصلاة والسلام- فقالوا: إذا كان هذا الإنسان لا يتأثر بالمدح توسعوا فيه، إذا كان لا يتأثر، وإذا كان يتأثر بالمدح حملوا المنع على هذا، ويبقى أن على الإنسان أن يتواضع لله -جل وعلا-، وألا يرى لنفسه حق.
ذكرنا في أول درس في البخاري نقلاً عن ابن القيم أن شيخ الإسلام ... ، ابن القيم في أواخر مدارج السالكين شيخ الإسلام إذا أثنى عليه في وجهه قال: أنا لست بشيء، ولا لي شيء، ولا مني شيء، ولا عندي شيء، أنا المكدي وابن المكدي وكذا كان أبي وجدي وهو شيخ الإسلام، ثم قال كلاماً قال: وإنني أجدد إسلامي في كل وقت، وأنا إلى الآن ويش يقول؟
طالب:. . . . . . . . .
لا العبارة. . . . . . . . . إلى آخر كلامه، المقصود أن شيخ الإسلام وهو الإمام المعروف الذي إذا مدح فهو بحق يقول مثل هذا الكلام، ويتداول الآن بين طلاب علم إذا محصوا وفحصوا على الحقيقة وجدوا لا شيء، ومع ذلك يسمعون الكيل والمدح ولا يتحرك منهم ساكن، وقد يتأثرون إذا لم يمدحوا؛ لأن الناس صاروا يتداولون هذا المدح من غير نكير، والإنسان إذا حاز منهم شهادة أقرب ما تكون بشاهدة زور؛ لأنه إنما جمع فيها أوراق من كتب الناس وأعطي عليها هذه الشهادة، ولو تسأله عن غير ... ، بل بعضهم لو سأل عن ما في هذه الشهادة قد لا يحسن التعبير عنه أو توضيحه للناس؛ لأنه نقله على أي حال، هذا إذا كان نقله بنفسه، المقصود أن هذه الشهادات زادت بعض طلاب العلم غروراً، والله المستعان، نعم؟
طالب:. . . . . . . . .
يكره لأن فيه مدح، فيه تزكية، لكن فرق بين أن يرضى بهذا اللقب وبين أن يلقب من غير رضا، نعم.