فيقول الناظم -رحمه الله تعالى- في باب المتفق والمفترق، وهو قريب جداً من الباب الذي قبله: المؤتلف والمختلف، الفرق بينهما أنه في الباب السابق الصورة والرسم متقارب، لكن النطق مختلف، وهنا اللفظ والنطق متحد، متفق، لكن ما يطلق عليه هذا اللفظ يختلف عما يطلق عليه اللفظ المتفق معه في الحروف، لو قال قائل: أنا لا أجد فرقاً في تعريف هذا الباب عن تعريف الذي قبله، ولو وضعت العنوان هذا هناك، والعنوان ذاك هنا؛ لأن المسألة مجرد اصطلاح، يعني هل تساعد اللغة على التفريق بين البابين، يعني حقيقة الباب الأول تختلف عن حقيقة الباب الثاني، لكن الحدود -التعاريف- هناك يقول:
واعن بما صورته مؤتلف خطاً ... . . . . . . . . .
وهنا أيضاً صورته مؤتلف خطاً، حماد حماد صورة مؤتلفة، ولكن لفظه هناك مختلف، وهنا لفظه وخطه واحد، خطه ولفظه واحد، لكن الحقائق التي يطلق عليها هذا اللفظ غير الحقيقة التي يطلق عليها اللفظ الثاني، يعني سلام وسلَّام مثلاً الرسم واحد.
طالب: والنطق مختلف.
والنطق مختلف، والحقائق؟
طالب: تختلف.
مختلفة بلا شك، لكن عند من يجوز اللفظين على ذات واحدة سلام وسلّام فتكون الذات واحدة.
طالب: يدخل عليه الباب الأول.
كيف؟ سلام وسلام واحد مثلاً أو شخص يطلق عليه سلاّم وسلام يخفف ويشدد.
طالب: ندرجه في الباب هذا يا شيخ؟
الباب الأخير. لكن ....
طالب: هناك يختلف النطق يا شيخ.
مسمياته لعدة، هذا مسمياته لواحد، يختلف.
أقول: التفريق بين البابين دعونا من المباحث المدرجة تحت البابين مختلفة بلا شك، لكن العناوين لو جئنا بالمؤتلف والمختلف، وقلنا لهم: المؤتلف والمختلف ما لفظه وخطه ... إلى آخره، يعني اللغة تساعد على التفريق أو نقول: هو مجرد اصطلاح؟ لكن لو جاء واحد، وقال: با أصنف في المصطلح وأضع هذا العنوان هناك والعنوان ذاك هنا.