والتلخيص لعل المراد به جمع البابين في باب واحد، يعني فيكون هذا خلاصة ما في البابين السابقين، يعني أنت إذا احتجت طعام له طعم معين، أنت تشتري إذا لم يكن مركب جاهز تشتري الأجزاء، تريد شراباً لا حامض ولا حلو تشتري البرتقال والليمون وتخلطهما، صح وإلا لا؟ هذا في البابين السابقين البرتقال على حدة، والليمون على حدة، فإذا خلطتهما في ترجمة واحدة ظهر لك تلخيص الشراب المشتمل على الطعم المركب من النوعين، يعني مثل ما قالوا في "حسن صحيح" يعني الحسن مشرب بصحة، والصحة مشربة بحسن، وعلى هذا يكون حسن صحيح في مرتبة بين الصحيح والحسن، والشراب الحامض الحلو بين الحلو الخالص وبين الحامض الخالص.
هذا فيه خلط وتركيب من النوعين السابقين، بأن يكون الاسم الأول من النوع الأول من المؤتلف والمختلف، سلام والاسم الثاني من النوع الثاني، أو العكس الاسم الأول من النوع الثاني, والاسم الثاني من النوع الأول، يعني أبو عمرو الشيباني مع أبي عمرو السيباني بالسين، الاسم الأول من النوع الثاني متفق ومفترق، والاسم الثاني النسبة من النوع الأول تتحد في الصورة وتختلف في النطق، ومثله لو جاءنا سلام ابن محمد وسلاّم بن محمد، الأول من النوع الأول، والثاني من النوع الثاني.
قال -رحمه الله-: "تلخيص المتشابه"
ولهم قسم من النوعينِ ... مركب متفق اللفظينِ
في الاسم. . . . . . . . . ... . . . . . . . . .
متفق اللفظين في الاسم، أو الكنية أبو عمرو.
. . . . . . . . . لكن أباه اختلفا ... أو عكسه. . . . . . . . .
يكون الاتفاق في الثاني دون الأول مثلما مثلنا.
في الاسم لكن أباه اختلفا ... أو عكسه أو نحوه. . . . . . . . .
يعني قريب منه، قريب منه جداً، ولو لم يكن باللفظ.
. . . . . . . . . ... . . . . . . . . . وصنفا
فيه الخطيب. . . . . . . . . ... . . . . . . . . .
(تلخيص المتشابه في الرسم) مطبوع في مجلدين، ومن أنفس ما كتب في الباب "وصنفا * فيه الخطيب" وكل الأبواب التي سبقت صنف فيها الخطيب.
في أول الأمر في المقدمة قلنا: إن الحافظ ابن نقطة قال: إن المحدثين كلهم عيال على كتب الخطيب؛ لأنه ما من نوع من أنواع علوم الحديث إلا وصنف فيه.