"ومن" والذي يزكيه؛ أي يعدله في روايته، ويشهد له بأنه عدل ضابط "عدلان" يعني اثنان "فعدل مؤتمن" تقبل روايته اتفاقاً، عدل، ضابط، إذا تناولت تزكيته العدالة، والضبط؛ قبلت روايته،
. . . . . . . . . ومن ... زكاه عدلان فعدل مؤتمن
والمؤتمن تأكيد تكملة "وصحح اكتفائهم" أي جمهور أئمة الأثر بالواحد، وصحح اكتفائهم بالواحد، أي قبول التعديل، التزكية من شخص واحد، والواحد سواءٌ كان حراً، أو عبداً، ذكراً كان أو أنثى:
وصحح اكتفاؤهم بالواحد ... جرحاً وتعديلاً خلاف الشاهد
الصحيح عندهم في الرواية أن التزكية يكتفى فيها بواحد، ولو امرأة، ولو أمة، والنبي -عليه الصلاة والسلام- سأل بريرة عن عائشة، فأثنت عليها خيراً، وزكتها، فتقبل تزكية المرأة، ولو كانت أمة، فضلاً عن كونها ذكراً حراً، أو عبداً "خلاف الشاهد" فالصحيح عدم الاكتفاء بالواحد، الصحيح عندهم عدم الاكتفاء بتزكية الواحد للشاهد كالأصل، الرواية تقبل من واحد، فالتزكية تبعاً لها تقبل من واحد، الشهادة لا تقبل من واحد، فالتزكية لا تقبل بالنسبة للشاهد من واحد، وكل فرع له حكم أصله، هذه التزكية، وهي التي يحتاج إليها في معرفة ارتفاع الجهالة الباطنة "وصححوا" يعني مما تثبت به العدالة –أيضاً-، "صححوا استغناء ذي الشهرة" بها بين أهل العلم والاستفاضة، إذا كان مشهوراً مستفيضاً بين أهل العلم أنه ن أهل العدالة، ومن أهل الثقة، ومن أهل العلم، ومن أهل الفضل:
وصححوا استغناء ذي الشهرة عن ... تزكية صريحة كمالك نجم السنن
كمالك نجم السنن، كما وصفه الإمام الشافعي بذلك، ومثل ما لك شعبة، وأحمد، وابن معين، والسفيانين، وغيرهم، هؤلاء إذا وردوا في سند؛ جاءك في السند أحمد بن حنبل، أو سفيان بن عيينة، أو سفيان الثوري، أو مالك, أو .. الأئمة الكبار؛ هؤلاء هل تحتاج إلى أن تذهب إلى كتب الجرح والتعديل؛ لتنظير ما قيل فيهم؟ ما يحتاج، ما يحتاج، هؤلاء استفاض فضلهم، وعلمهم، وضبطهم، وإتقانهم، وحفظهم فلا يحتاجون إلى تزكية، بينما لو وجد في السند شخص لم يشتهر؛ أنت ما تعرفه؛ لا بد أن تبحث عنه في كتب الرجال، ولا بد أن تسأل عنه، لا بد من التزكية.