للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

لأنه لا سيما إذا كان المنقول عنه محل ثقة من الناس، يعني أنت بالنسبة له يعني كالطالب، لكن لو كان العكس الشيخ هو محل الثقة، وهو اللي ينقل عنك أنك مثلاً مشاغب في القاعة أيام الطلب، يقول: فلان كان أيام الطلب مشاغب، وآذانا، وآذى زملاءه، ثم تقول، ثم أنت فيما بعد يراك الناس على هيئة تامة، وشيخ، ولا يستنكرون من تصرفاتك شيئاً، ثم يقولون إذا قال الشيخ في مجلس: كان فلان آذانا في أيام الطلب، فلا شك أن الشيخ هو محل الثقة في الغالب، وإن تغيرت حالك فيما بعد.

فالشافعي -رحمه الله- نهى ابن عبد الحكم حينما روى عنه حكاية، فأنكرها على أنه لا يروي عن الحي:

نهى ابن عبد الحكم ... يروي عن الحي لخوف التهم

"لخوف التهم" هذا إذا كان للخبر الذي يرويه عن هذا الشيخ الحي طريق أخرى، تقوم به الحُجة، تقوم به الحجة، ويثبت به الخبر، أما إذا لم يكن له طريق آخر، ما في إلا عن طريقي، وعن طريق هذا الشيخ، وكلكم ثقات، والشيخ احتمال يكون ينسى، أو ما ينسى هذا أمر إليه، لكن تضيع السنة من أجل أنك تخشى أن الشيخ ينسى، ثم تقع في حرج، لا، لا بد من التبليغ، لا بد من تبليغ الخبر، ولو خشيت ما خشيت، والله المستعان.

اللهم صلي على محمد، وعلى آله وصحبه أجمعين.

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

سم.

الحمد لله رب العالمين، وصلى الله وسلم وبارك على عبده ورسوله نبينا محمد، وعلى آله وصحبه أجمعين.

اللهم اغفر لنا، ولشيخنا، والسامعين يا ذا الجلال والإكرام.

قال العراقي -رحمه الله تعالى-:

ومن روى بأجرة لم يقبل ... إسحاق والرازي وابن حنبل

وهو شبيه أجرة القرآن ... يخرم من مروءة الإنسان

لكن أبو نعيم الفضل أخذ ... وغيره ترخصاً فإن نبذ

شغلا به الكسب أجز إرفاقا ... أفتى به الشيخ أبو إسحاقا

ورد ذو تساهل في الحمل ... كالنوم والأدا كلا من أصل

أو قبل التلقين أو قد وصفا ... بالمنكرات كثرة أو عرفا

بكثرة السهو وما حدث من ... أصل صحيح فهو رد ثم إن

بين له غلطه فما رجع ... سقط عندهم حديثه جمع

كذا الحميدي مع ابن حنبل ... وابن المبارك رأوا في العمل

قال: وفيه نظر نعم إذا ... كان عناداً منه ما ينكر ذا

وأعرضوا في هذه الدهور ... عن اجتماع هذه الأمور