لأن الرمز مهما كان ما هو مثل التصريح، وإن احتاج التصريح إلى مساحة في الورق، وفي الجهد، والوقت، ولكنه ييسر على القارئ الرجوع إلى المقدمات، أو الوقوع في الحرج إذا سقطت المقدمة، أحياناً الرمز إذا تقارب الحرف من آخر يجعل هذه الرموز لا قيمة لها، فمثلاً الجامع الصغير، يرمز السيوطي للصحيح بصاد، وللضعيف بضاد، تجد بعض النساخ يخطئ، ثم يأتي من يقول: صححه السيوطي، وهم يضعفوه، فلا شك أن الرموز توقع في حرج، توقع في حرج؛ لأن النساخ ليسوا على مستوى واحد من الضبط، والإتقان، والأمانة؛ لأنه قد يكون أجير ما يهمه إنه صاد، وإلا ضاد أياً كان، بس يبي ينتهي من الكتاب، فالقارئ بيقول: صححه السيوطي، وهو ضعيف، أو العكس، ولذا قال:.
وتنبغي الدارة فصلاً وارتضى ... إغفالها الخطيب حتى يعرضا
"تنبغي الدارة" يعني بين حديثين تضع دائرة، يعني كما هو الشأن بين الآيتين، بين حديثين تضع دائرة، فارغة ما فيها شيء، لماذا؟ من أجل أن نفصل بين حديث وحديث، لا سيما في المتون المجردة، بدون أسانيد، وبدون مخرجين؛ لأن بعض الكتب وضعت على هذا، لتفصل بين حديثين، أو في المتون المشروحة، يعني يوضع المتن بين قوسين، المتقدمين ما يضعون قوسين يضع دائرة، وتفصل بين المتنين، وتستفيد –أيضاً- كما قال الخطيب هنا: