للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وللَّه (١)، كما قال خبيب (٢):

وذلك في ذات الإله وإن يَشَأ … يُبارك على أوصالِ شِلْوٍ مُمَزَّعِ (٣)

وقد قال تعالى: ﴿وَالَّذِينَ جَاهَدُوا فِينَا لَنَهْدِيَنَّهُمْ سُبُلَنَا﴾ [العنكبوت: ٦٩] وقال: ﴿وَجَاهِدُوا فِي اللَّهِ﴾ [الحج: ٧٨]. وفي حديث جابر: "إن اللَّه تعالى أحيا أباه وقال له: تمنَّ، قال: يا رب أن ترجعني إلى الدنيا حتى اقتل فيك مرة ثانية" (٤)، وقال : "ولقد أوذيتُ في اللَّهِ وما يُؤذى أحد" (٥).

وهذا يفهم منه معنيان (٦):

أحدهما: أن ذلك في مرضاته وطاعته وسبيله، وهذا فيما يفعله الإنسان باختياره، كما في الحديث "تعلمتُ فيك العلم" (٧).

والثاني: أنه بسببه وفي جهته حصل ذلك، وهذا فيما يصيبه بغير


(١) في (ب): "وله".
(٢) هو خبيب بن عدي الأنصاري الصحابي الشهيد.
انظر ترجمته في: "سير أعلام النبلاء" (١/ ٢٤٦ - ٢٤٩)، و"الإصابة" (٢/ ٢٦٢ - ٢٦٣).
(٣) قول خبيب هذا البيت، رواه البخاري في "صحيحه" رقم (٣٠٤٥).
(٤) أخرجه الترمذي في "جامعه" رقم (٣٠١٠) وقال: "حسن غريب من هذا الوجه". وابن ماجه في "سننه" رقم (١٩٠، ٢٨٠٠)
(٥) أخرجه الترمذي في "جامعه" رقم (٢٤٧٢)، وقال: "حسن صحيح"، وابن ماجه في "سننه" رقم (١٥١)، كلاهما من حديث أنس بن مالك.
(٦) الأصول: "معنيين"، وسقطت "منه" من الأصل.
(٧) جزء من حديث أبي هريرة في الثلاثة الذين أول ما تُسعر النار بهم، أخرجه مسلم في "صحيحه" رقم (١٩٠٥).

<<  <  ج: ص:  >  >>