للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وتجتنبُ الأسودُ ورودَ (١) مَاءٍ … إذا كان الكلابُ يَلَغْنَ فيه (٢)

وليذكر مخالطة ريقه لريق كل خبيث ريقُه الداءُ الدويّ، فإن ريق الفاسق داء، كما قيل:

تسلَّ يا قلبُ عن سَمْحٍ بمهجته … مبذّلٍ كلُّ من يلقاهُ يقرفُه

كالماء أيُّ (٣) صَدٍ (٤) يأتيه ينهلُه … والغُصْنِ أيُّ نسيمٍ مرَّ يعطفُه

وإن حلا ريقُه فاذكر مرَارتَه … في فمِ أبخَرَ يحفيه ويرشفُه

ومن له أدنى مروءة ونخوة يأنف لنفسه من مواصلة من هذا شأنه، فإن لم تجبه نفسه إلى الإعراض ورضي بالمشاركة، فلينظر إلى ما وراء هذا اللّون (٥) والجمال (٦) الظاهر من القبائح الباطنة، فإن من مكّن مِنْ نفسه فعل القبائح (٧) فنفسه أقبح من نفوس البهائم، فإنه لا يرضى لنفسه بذلك حيوان من الحيوانات أصلًا إلا ما يُحكى عن الخنزير، وأنه ليس في الحيوان لوطي سواه، فقد رضي هذا المُمَكّن من نفسه أنه يكون بمنزلة الخنزير، وهذا القبح يغطي كل جمال وملاحة في الوجه والبدن،


(١) الأصل "ورد" وبه ينكسر البيت.
(٢) انظره مع بعض اختلاف في: "صبح الأعشى" (٢/ ٥٧)، و"المستطرف" للأبشيهي ص ٥٥، ٣٤٦.
(٣) في الأصل: "كما أي". والتصويب من النسخ الثلاث الأخرى.
(٤) من (م) ووقع في (ن، ب): "صيد" تصحيف، وفي الأصل: "صاد" وهو بمعنى "صدٍ" أي عطشان، لكن به ينكسر البيت.
(٥) في الأصل: "اللوث". والتصويب من النسخ الثلاث الأخرى.
(٦) في الأصل: "من الجمال"، والتصويب من النسخ الثلاث الأخرى.
(٧) "فعل القبائح" ساقطة من الأصل، واستدركتها من النسخ الثلاث.

<<  <  ج: ص:  >  >>