للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

غير أن حبّك الشيءَ يعمي ويُصِم (١).

وإن كانت الصورة أنثى فقد خانت اللَّه ورسوله وأهلها وبعلها ونفسها [وأرّثت ذلك لمن بعدها من ذريتها، فلها نصيب من وزرهم وعارهم] (٢) ولا نسبة لجمال صورتها إلى هذا القبح ألبتة.

وإذا أردت معرفة ذلك فانظر إلى القبح الذي يعلو وجه أحدهما في كِبَره، وكيف يقلب اللَّه سبحانه تلك المحاسن مقابح حتى تعلو الوحشة والقبح وجْهه، كما قيل:

لو فَكّرَ العاشقُ في منتهى … حُسنِ الذي يَسبيه لم يَسْبِه (٣)

وتفصيل هذه الوجوه يطول جدًّا، فيكفي ذكر أصولها (٤).


(١) روى أبو داود في سننه رقم (٥١٣٠) عن أبي الدرداء عن النبي قال: "حبك الشيء يعمي ويصم".
وضعفه العراقي في "المغني عن حمل الأسفار" (٣/ ٢٩). والحديث معدود من الأمثال الواردة في الأحاديث النبوية. انظر كتاب: "الأمثال في الحديث النبوي" لأبي الشيخ الأصبهاني ص (١٥٢ - ١٥٣).
(٢) ما بين المعقوفين ليس في الأصل، واستدركته من النسخ الثلاث،
(٣) هذا البيت للمتنبي، وهو في "ديوانه" (١/ ٢١٢).
(٤) ذكر الإمام ابن القيم خمسين وجهًا في كتابه "روضة المحبين"، انظرها في ص ٤٧١، إلى نهاية الكتاب.

<<  <  ج: ص:  >  >>