للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الأغنياء، والكاملون يقومون بالمقامين فيقومون بالشكر والصبر على التمام كحال نبينا ، وحال أبي بكر وعمر .

ولكن قد يكون الفقر لبعض الناس أنفع والغنى لآخرين أنفع، كما تكون الصحة لبعضهم أنفع والمرض لبعضهم أنفع، كما في الحديث الذي رواه البغويُّ وغيره عن النبي فيما يروي عن ربه : "إن من عبادي من لا يصلحه إلا الغنى ولو أفقرته لأفسده ذلك، وإن من عبادي من لا يصلحه إلا الفقر ولو أغنيته لأفسده ذلك، وإن من عبادي من لا يصلحه إلا الصحة ولو أسقمته لأفسده ذلك، وإن من عبادي من لا يصلحه إلا السقم ولو أصححته لأفسده ذلك، إني أدبّر عبادي، إني خبير بصير" (١).

وقد صح عن النبي أنه قال: "إن فقراء المسلمين يدخلون الجنة قبل الأغنياء" (٢).

وفي الحديث الآخر لما علّم الفقراء الذكر عقب الصلوات سمع بذلك الأغنياء فقالوا مثل ما قالوا، فذكروا ذلك للنبى فقال: " ﴿ذَلِكَ فَضْلُ اللَّهِ يُؤْتِيهِ مَنْ يَشَاءُ﴾ [لحديد: ٢١] " (٣).


(١) "شرح السنة" للبغوي (٥/ ٢١ - ٢٣).
ورواه ابن أبي الدنيا في كتاب "الأولياء" رقم (١)، وأبو نعيم في "الحلية" (٨/ ٣١٨)، والبيهقي في "الأسماء والصفات" رقم (٢٣١)، وابن الجوزي في "العلل المتناهية" رقم (٢٧). وضعفه.
وضعفه الألباني في "سلسلة الأحاديث الضعيفة" رقم ١٧٧٥.
(٢) سبق تخريجه ص (٣٠٠، ٣٤٤).
(٣) أخرجه مسلم وقد سبق ص (٣٠١).

<<  <  ج: ص:  >  >>