للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

للمشركين وتهديد لهم. والمعنى أيضًا يشهد لهذا وهو أن الكفار لم يؤدوا حق النعيم عليهم حيث أشركوا به وعبدوا غيره، فاستحقوا أن يسألوا عما أنعم به عليهم توبيخًا لهم، هل قاموا بالواجب فيه أم ضيعوا حق النعمة؟ ثم يعذبون على ترك الشكر بتوحيد المنعم.

قال: وهذا معنى قول مقاتل، وهو قول الحسن قال: لا يُسأل عن النعيم إلا أهل النار (١).

قلت: ليس في اللفظ ولا في السنة الصحيحة ولا في أدلة العقل ما يقتضي اختصاص الخطاب بالكفار، بل ظاهر القرآن وصريح السنة والاعتبار يدل على عموم الخطاب لكل من اتصف بإلهاء التكاثر له، فلا وجه لتخصيص الخطاب ببعض المتصفين بذلك.

ويدل على ذلك قول النبي عند قراءة هذه السورة: "يقول ابن آدم: مالي مالي (٢)، وهل لك من مالك إلا ما أكلت فأفنيت. . . " الحديث وهو في صحيح مسلم (٣).

وقائل ذلك قد يكون مسلمًا وقد يكون كافرًا.

ويدل عليه الأحاديث التي تقدمت، وسؤال الصحابة للنبي وفهمهم العموم حتى قالوا له: "وأيّ نعيم نُسأل عنه؟ وإنما هما الأسودان" (٤).


(١) لم أقف على نص كلامه هذا. وانظر معناه في "الوسيط" (٤/ ٥٤٩).
(٢) سقطت من الأصل، واستدركتها من النسخ الثلاث.
(٣) وقد سبق ص (٣٥٦).
(٤) وقد سبق تخريجه قريبًا.

<<  <  ج: ص:  >  >>