للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ومنهم: من يشغله عن الوجبات التي تجب عليه للَّه ولخلقه، فلا يقوم بها ظاهرًا ولا باطنًا.

ومنهم: من يشغله حبها عن كثير من الواجبات.

ومنهم: من يشغله عن واجب يعارض تحصيلها وإن قام بغيره.

ومنهم: من يشغله عن القيام بالواجب في الوقت الذي ينبغي على الوجه الذي ينبغي، فيفرّط في وقته وفي حقوقه.

ومنهم: من يشغله عن عبودية قلبه في الواجب وتفريغه للَّه عند أدائه، فيؤديه ظاهرًا لا باطنًا، وأين هذا في عشاق الدنيا ومحبيها؟! هذا من أندرهم.

وأقل درجات حبها أن يشغل عن أعظم سعادة العبد، وهو تفريغ قلبه لحب اللَّه، ولسانه لذكره، وجمع قلبه على لسانه، ولسانه وقلبه (١) على ربه.

فعشقها ومحبتها تضرّ بالآخرة ولا بد، كما أن محبة الآخرة تضرّ بالدنيا، وفي هذا حديث قد روي مرفوعًا: "من أحب دنياه أضرّ بآخرته، [ومن أحب آخرته أضرّ بدنياه] (٢)، فآثروا ما يبقى على ما يفنى" (٣).


(١) كلمة: "وقلبه" ليست في الأصل، وإنما أثبتها من (م) و (ب).
(٢) ما بين المعقوفين ساقط من الأصل، واستدركته من النسخ الأخرى. ووقع الأصل: "آخرته".
(٣) رواه أحمد في "المسند" (٤/ ٤١٢)، والحاكم في "المستدرك" (٤/ ٣٠٨)، من حديث أبي موسى الأشعري ، وصححه الحاكم، وخالفه =

<<  <  ج: ص:  >  >>