للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ينقص من أجره شيء" (١).

فقد حاز الغني الشاكر أجر صيامه هو، ومثل أجر الفقير الذي فطّره.

قالوا: ولو لم يكن للغنيّ الشاكر إلا فضل الصدقة التي لما تفاخرت الأعمال كان الفخر لها عليهن، كما ذكر النضر بن شميل عن قرة عن سعيد بن المسيب أنه حدث عن عمر بن الخطاب قال: "ذُكر أن الأعمال الصالحة تتباهى، فتقول الصدقة: أنا أفضلكم" (٢).

قالوا: والصدقة وقاية بين العبد وبين النار، والمخلص المسرّ بها مستظلٌّ يوم القيامة في ظلّ العرش.

وقد روى عمرو بن الحارث عن يزيد بن أبي حبيب (٣) عن أبي الخير عن عقبة بن عامر عن رسول اللَّه قال: "إن الصدقة لتطفئ على أهلها حرّ القبور، وإنما يستظلّ المؤمن يوم القيامة في ظلّ صدقته" (٤).


(١) "صحيح ابن خزيمة" رقم (١٨٨٧).
وقد روى الترمذي في "جامعه" رقم (٨٠٧)، وابن ماجه في "سننه" رقم (١٧٤٦)، عن زيد بن خالد الجهني قال: قال رسول اللَّه : "من فطر صائمًا كان له مثل أجره، غير أنه لا ينقص من أجر الصائم شيئًا". هذا لفظ الترمذي. وقال الترمذي: "حديث حسن صحيح".
(٢) رواه ابن خزيمة في "صحيحه" رقم (٢٤٣٣)، والبيهقي في "شعب الإيمان" رقم (٣٣٢٩).
وإخراج ابن خزيمة له في صحيحه تصحيح له. وصححه الحاكم في "المستدرك" (١/ ٤١٦) على شرط الشيخين، ووافقه الذهبي.
(٣) في الأصل وفي سائر النسخ: "ويزيد بن أبي حبيب". مكان: "عن يزيد بن أبي حبيب". والتصويب من "المعجم الكبير" و"الكامل".
(٤) رواه الطبراني في "الكبير" رقم (٧٨٧) و (٧٨٨) من المجلد (١٧)، وابن عدي =

<<  <  ج: ص:  >  >>