للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وإذا كان اللَّه سبحانه قد غفر لمن سقى كلبًا على شدة ظمئه (١) فكيف بمن سقى العطاش، وأشبع الجياع، وكسا العراة من المسلمين؟!

وقد قال رسول اللَّه: "اتقوا النار ولو بشق تمرة، فإن لم تجدوا فبكلمة طيبة" (٢)، فجعل الكلم الطيّب عوضًا عن الصدقة لمن لا يقدر عليها.

قالوا: وأين لذّة الصدقة والإحسان، وتفريحهما القلب، وتقويتهما إياه، وما يلقي اللَّه سبحانه للمتصدّقين من المحبة والتعظيم في قلوب عباده والدعاء لهم والثناء عليهم، وإدخال المسرات عليهم، من أجر الصبر على الفقر؟! ونعم إن له لأجرًا عظيمًا، لكن الأجر درجات عند اللَّه.

قالوا: وأيضًا، فالصدقة والإحسان والإعطاء وصف الرب تعالى، وأحب عباده من اتصف بذلك كما قال النبي: "الخلق عيال اللَّه، فأحبهم إليه أنفعهم لعباده" (٣).


= وأبو نعيم في "الحلية" (٧/ ٩٠)، والبيهقي في "شعب الإيمان" رقم (٣٣٦٦). وصححه الحاكم ووافقه الذهبي.
وروي أيضًا عن محمد بن المنكدر مرفوعًا مرسلًا، رواه: البيهقي في "شعب الإيمان" رقم (٣٣٦٤).
(١) رواه البخاري في "صحيحه" رقم (٦٠٠٩)، ومسلم في "صحيحه" (٢٢٤٤)، كلاهما من حديث أبي هريرة .
(٢) رواه البخاري في "صحيحه" رقم (٦٥٤٠)، ومسلم في "صحيحه" رقم (١٠١٦) (٦٨)، كلاهما من حديث عدي بن حاتم .
(٣) رواه أبو يعلى في "مسنده" رقم (٣٣١٥)، والحارث في"مسنده" -كما في "بغية الباحث" رقم (٩١١) -، والبزار في "مسنده" -كما في "كشف =

<<  <  ج: ص:  >  >>