للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الرجل بما يكرهه في وجهه.

وإذا احتج به المتورعون على الورع المحمود، احتج به الميسرون والمسهلون الذين لا يخرجون عن سعة شريعته ويسرها وسهولتها.

وإذا احتج به من [صرف عنايته إلى إصلاح دينه وقلبه، احتج به من] (١) راعى إصلاح بدنه ومعيشته ودنياه، فإنه بعث بصلاح الدنيا والدين.

وإذا احتجّ به (٢) من لم يعلّق قلبه بالأسباب ولا ركن إليها، احتج به من قام بالأسباب ووضعها مواضعها وأعطاها حقها.

وإذا احتج به من جاع وصبر على الجوع، احتج به من شبع وشكر ربه على الشبع.

وإذا احتج به من أخذ بالعفو والصّفح والاحتمال، احتج به من انتقم في موضع الانتقام.

وإذا احتج به من أعطى للَّه ووالى للَّه، احتج به من منع للَّه وعادى للَّه.

وإذا احتج به من لم يدّخر شيئًا لغد، احتج به من يدّخرُ لأهله قوت سنة.

وإذا احتج به من يأكل الخشن من القوت والأدم كخبز الشعير والخلّ، احتج به من يأكل اللذيذ الطيب كالشواء والحلواء والفاكهة والبطيخ ونحوه.


(١) ما بين المعقوفين ساقط من الأصل، واستدركته من النسخ الثلاث الأخرى.
(٢) في الأصل بعد هذه الكلمة جملة: "من راعى إصلاح بدنه". ومحلها هنا سهو، إذ قد سبقت. والتصويب موافق للنسخ الثلاث الأخرى.

<<  <  ج: ص:  >  >>