للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وإن احتج به من سرد الصوم، احتج به من سرد الفطر، فكان يصوم حتى يُقال: لا يفطر، ويفطر حتى يُقال: لا يصوم (١).

وإن احتج به من رغب عن الطيبات والمشتهيات، احتج به من أحب أطيب ما في الدنيا وهو النساء والطيب.

وإن احتج به من لان جانبه وخفض جناحه لنسائه، احتج به من أدبهن وآلمهن وطلّقهن وهجرهن وخيّرهن.

وإن احتج به من ترك مباشرة أسباب المعيشة بنفسه، احتج به من باشرها بنفسه فآجر واستأجر، وباع واشترى، واستسلف، وأدان، ورهن.

وإن احتج به من يجنب النساء بالكلية في الحيض والصيام، احتج به مباشر امرأته وهي حائض بغير الوطء، ومن يقبّل امرأته وهو صائم.

وإن احتج به من رحم أهل المعاصي بالعذر (٢)، احتج به من أقام عليهم حدود اللَّه، فقطع السارق، ورجم الزاني، وجلد الشارب.

وإن احتج به أرباب الحكم بالظاهر، احتج به أرباب السياسة العادلة المبنية على القرائن الظاهرة، فإنه حبس في تهمة، وعاقب في تهمة، وأخبر عن (٣) نبي اللَّه سليمان ﵇ أنه حكم بالولد للمرأة بالقرينة


(١) روى ذلك البخاري في "صحيحه" رقم (١٩٦٩)، ومسلم في "صحيحه" رقم (١١٥٥)، كلاهما من حديث عائشة ﵂.
(٢) في النسخ الثلاث الأخرى: "بالقدر". والأمر محتمل.
(٣) ساقطة من الأصل، وأثبتها من النسخ الثلاث الأخرى.

<<  <  ج: ص:  >  >>