للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وقال أبو علي (١): "الصّبر كاسمه" (٢).

قال علي بن أبي طالب : "الصّبر مطية لا تكبو" (٣).

وقال أبو محمد الجُرَيري (٤): "الصبر أن لا تُفرّق بين حَالِ النّعمةِ والمحنةِ مع سكون الخاطر فيهما" (٥).

قلت: وهذا غير مقدور ولا مأمور، فقد ركَّب اللَّه الطّباع على التفريق بين الحالتين، وإنما المقدور حبس النفس عن الجزع لا استواء الحالتين عند العبد.

وساحة العافية أوسع للعبد من ساحة الصبر، كما قال النبي في الدعاء المشهور: "إن لم يكن بك غَضَبٌ عليَّ فلا أبالي، غير أن عافيتَك


(١) هو أبو علي الحسن بن علي النيسابوري الدقاق، شيخ الصوفية بنيسابور، توفي سنة ست وأربعمائة. انظر ترجمته في: "سير أعلام النبلاء" (١٧/ ٢٤٦)، و"شذرات الذهب" (٣/ ١٨٥).
(٢) انظر: "الرسالة القشيرية" ص: ٢٥٦.
(٣) لم أجده مسندًا ونسبه إليه القشيري في "رسالته" ص: ٢٥٦، والثعالبي في "التمثيل والمحاضرة" ص: ٣٥، والزمخشري في "ربيع الأبرار ونصوص الأخبار" (٣/ ٩٤) وغيرهم.
(٤) هو أبو محمد أحمد بن محمد بن حسين الجريري الزاهد، شيخ الصوفية، ولما توفي الجنيد أجلسوه مكانه، توفي سنة اثنتي عشرة وثلاثمائة. انظر ترجمته في "حلية الأولياء" (١٥/ ٣٤٧ - ٣٤٨)، و"سير أعلام النبلاء" (١٤/ ٤٦٧).
(٥) انظر: "الرسالة القشيرية" ص: ٢٥٦، و"طبقات الأولياء" لابن الملقن ص: ٧٤ - ٧٥.

<<  <  ج: ص:  >  >>