للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وأما قوله: "على غير وجه الشكوى"؛ فالشكوى نوعان:

أحدهما: الشكوى إلى اللَّه، فهذا لا ينافي الصبر؛ كما قال يعقوب : ﴿إِنَّمَا أَشْكُو بَثِّي وَحُزْنِي إِلَى اللَّهِ﴾ [يوسف: ٨٦] مع قوله: ﴿فَصَبْرٌ جَمِيلٌ﴾ [يوسف: ١٨، ٨٣].

وقال أيوب : ﴿مَسَّنِيَ الضُّرّ﴾ [الأنبياء: ٨٣] مع وصف اللَّه له بالصّبر.

وقول سيّد الصابرين صلوات اللَّه وسلامه عليه: "اللهم إليك أشكو ضعف قوتي وقلّة حيلتي. . . " الحديث (١).

وقول موسى : "اللهم لك الحمد، وإليك المُشْتكى، وأنت المُسْتعان، وبك المُسْتغاث، وعليك التُّكلان، ولا حول ولا قوة إلا بك" (٢).

والنوع الثاني: شكوى المُبتلى بلسان الحال أو المقال، فهذا لا


(١) تقدم تخريجه قريبًا.
(٢) أخرجه الطبراني في "الأوسط" رقم (٣٣٩٤)، وفي "الصغير" رقم (٣٣٩)، والخرائطي في "فضيلة الشكر" رقم (١١). عن عبد اللَّه بن مسعود قال: قال رسول اللَّه : "ألا أعلمكم الكلمات التي تكلم بها موسى حين جاوز البحر ببني إسرائيل؟ فقلنا: بلى يا رسول اللَّه، قال: قولوا: اللهم لك الحمد. . . ".
فذكره دون قوله: "وبك المستغاث وعليك التكلان".
وقال المنذري في "الترغيب والترهيب" (٢/ ٦٠٤): "رواه الطبراني في "الصغير" بإسناد جيد". وقال الهيثمي في "مجمع الزوائد" (١٠/ ١٨٣): "رواه الطبراني في "الأوسط" و"الصغير" وفيه من لم أعرفهم".

<<  <  ج: ص:  >  >>