للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

أيسع ذهنك أن لا يصير على حد يوجب عليك الإقبال على مولى شأن نفسك معه منذ افتتحت التحميد ما تصورت فتستطيع أن لا تقول إياك يا من هذه صفاته نعبد ونستعين لا غيرك فلا ينطبق على المنزل على ما هو عليه، وليس ابن الحجر الكندي يبعد وهو المشهود له في شأن البلاغة والحائز لقصات السبق في درك اللطائف والمفتلذ للأناسي من عيون النكت في افتنانه في الكلام إذا التفت تلك الالتفاتات، وكان يمكنه ألا يلتفت البتة وذلك أن يسوق الكلام على الحكاية في الأبيات الثلاثة فيقول:

تطاول ليلى بالأئمدونام الخلي ولم أرقدوبت وبات لنا ليلة

كقول لبيد:

فوقفت أسألها وكيف سؤالنا

أو أن يلتفت نوعا واحداً فيقول وبت وبات لكم وذلك من نبأ جاءكم وخبرتكم عن أبي الأسود أن يكون حين قصد تهويل الخطب واستفظاعه في النبأ الموجع والخبر المفجع للواقع العات في العضد المحرق للقلب والكبد فعل ذلك منها في التفاته الأول على أن نفسه وقت ورود ذلك النبأ عليها ولهت له الثكلى فأقامها مقام المصاب الذي لا يتسلى بعض التسلي إلا بتفجع الملوك له وتحزنهم عليه وأخذ يخاطبه بتطاول ليلك تسلية أو نبه على أن نفسه لفظاعة شأن النبأ واستشعارها معه كمدا وارتماضا أبدت قلقا لا يقلقه كمد وضجرا لا يضجره مرتمض وكان من حقها أن تتثبت وتتصبر فعل الملوك وجريا على

<<  <   >  >>