فصل وإذ قد وفينا بما كنا وعدنا فحري أن نختم الكلام في علم العروض بهذه الخاتمة، وهي ما أقوله من أن لك أن تتخذ الوافر أصلا وتفرع عليه جميع البحور على ما أذكره وهو أن تقدر أصل الوافر مثمنا منبها على ذلك بنحو قول امرئ القيس:
خيال هاج لي شجنا ... فبت مكابدا حزنا
عميد القلب مرتهنا ... بذكر اللهو والطرب
وتلحق مسدسه في غير المسمط بالمجزو مربعه بالمشطور على خلاف ظاهر الصناعة، ثم تستخرج منه الكامل مثمنا وتلحق مسدسه بالمجزو مربعه بالمشطور، ثم تستخرج من معضوب الوافر الهزج مثمنا وتجعله دائرة وتستخرج منها الرجز والرمل مثمنين، ثم تستخرج من مثمن الهزج والطويل بوساطة حذف جزء لن من آخر مثل مفاعي مفاعيلن والمتقارب بحذف الأجزاء الثمانية وتجعل الطويل دائرة، وتستخرج منها المديد والبسيط وبحرا ثالثا تزعمه مهجورا نصفه مفعولات ومفعول مفعولات مفعول، ثم تجعله أصلم فيبقى عندك مفعولات مفعولف عو لا تمف وهو بحر المقتضب فتدبره فتكون الدائرة المشتبهة، وتستخرج منها بحورها وإن شئت استخرجت البحر الثالث هكذا مفاعيلن فعولن مفاعيلن فعولن وأنه بحر مستعمل وإن كان الخليل أهمله، يحكى عن امرئ القيس أشعارا بها الوزن منها: