٥٢٧- أخبرنا غانم بن محمد الخرقي، أنا أبو علي بن شاذان، فيما كتب إلي، أنا أبو بكر أحمد بن سليمان العباداني، ثنا علي بن حرب الطائي، ثنا سفيان، عن الزهري عن عامر بن سعد، عن أبيه -رضي الله عنه- قال: مرضت عام الفتح مرضاً أشرفت منه على الموت، فأتاني رسول الله صلى الله عليه وسلم، يعودني فقلت: يا رسول الله، إن لي مالاً كثيراً وليس يرثني إلا ابنة لي، أفأتصدق بثلثي مالي؟ قال:((لا)) قلت: فالشطر؟ قال:((لا)) قلت: فالثلث؟ قال:((الثلث، والثلث كثير؛ إنك إن تترك ذريتك أغنياء خير من أن تدعهم عالة يتكففون الناس، وإنك لن تنفق نفقة إلا أجرت عليها حتى اللقمة ترفعها إلى في امرأتك)) قلت: يا رسول الله، أتخلف عن هجرتي؟ قال:((إنك لن تخلف بعدي فتعمل عملاً تريد به وجه الله تعالى إلا ازددت به رفعة ودرجة، ولعلك أن تخلف بعدي حتى ينتفع بك أقوام، ويضر بك آخرون، اللهم امض لأصحابي هجرتهم ولا تردهم على ⦗٢٧١⦘ أعقابهم، لكن البائس سعد بن خولة يرثي له [رسول الله صلى الله عليه وسلم] أن مات بمكة)) .
هذا حديث كبير ثابت صحيح عالٍ، من حديث ابن عيينة، عن الزهري، أخرجه الشيخان، وعندنا بهذا الإسناد وغيره أحاديث صالحة عالية، عن ابن عيينة، عن الزهري وغيره.