للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

[المسلك الثاني]

ما روى أبو إسحاق الجوزجاني (١)، ثنا ابنُ أبي مريم، أنبا إبراهيم بن إسماعيل بن أبي حبيبة (٢)، عن داود بن حصين، عن عكرمة، عن ابن عباس، قال: سُئل رسول الله - صلى الله عليه وسلم - عن المحلِّل؟ فقال: "لا إلَّا نِكاحَ رَغْبة لا نكاح دُلْسَة، ولا استهزاءٍ بكتاب الله، ثُمَّ يذوقُ العُسَيلة".

ورواه ابن شاهين (٣). والدُّلْسَةُ من التدليس، وهو الكتمان والتغطية للعيوب، والمدالسة المخادعة (٤).

وإسناده جيِّد، إلا إبراهيم بن إسماعيل، فقد اخْتُلِفَ فيه، ووثَّقه أحمد والدارمي. وقال البخاري: منكر الحديث. وقال


(١) ساقه بإسناده عن الجوزجاني ابن كثير في "تفسيره": (٢/ ٥٧٨).
(٢) في "الأصل" و (م): "حبيب" والتصويب من "الإبطال" ومصادر الترجمة.
وهو: إبراهيم بن إسماعيل بن أبي حبيبة الأنصاري الأشهلي مولاهم، أبو إسماعيل المدني.
ترجمته في "تهذيب التهذيب": (١/ ١٠٤ - ١٠٥).
(٣) في "غرائب السنن" كما في "الإبطال".
وأخرجه الطبراني في "الكبير": (١١/ رقم ١١٥٦٧)، وابن حزم في "المحلى": (١٠/ ١٨٤) من طريق إسحاق الفَرْوي عن إبراهيم بن إسماعيل به. وقد بالغ ابن حزم، فزعم أن الحديث موضوع بسبب إسحاق الفَرْوي! وقد علمت أنه لم يتفرّد به، بل رواه ابن أبي مريم عن إبراهيم أيضًا؛ فاندفع قول ابن حزم.
(٤) انظر: "اللسان": (٦/ ٢٥٨).

<<  <   >  >>