للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

"حدَّثني الشيخ الفقيه الأستاذ النحوي الفاضل أبو عبد الله محمد بن علي البَلَنْسي ، قال: أصابت أبي أزمةٌ شديدة لحقنا بسببها كربٌ عظيمٌ، فبينما أنا ليلةً نائمٌ، إذ أتاني رجل حَسَنُ القَدِّ والصورة، أشبَه رجل بالأستاذ أبي عبد الله بن الفَخَّار شيخنا ، فقال لي: أين دعاء الخَضِر ، فقلتُ له: وأين هو؟ فقال لي قل: "اللَّهم يا مَن لا يشغَله سمعٌ عن سمعٍ، ويا مَن لا تُغلِّطه المسائل، ويا مَن لا يتبرَّم من إلحاح المُلِحِّين أذقْنِي بَرْدَ عفوك وحلاوةَ مغفرتك".

قال: وقد كنتُ حفِظتُه قديمًا، ونسيتُه، فذكرتُه عند ذلك، ثم قال: قل: "اللهم أدِّ عني الدَّين، وأغنني من الفقر، اللهم خِرْ لي واختَرْ لي، فإني قد عجزتُ عن صلاح نفسي، وفوضتُ لك أمري".

فاستيقظتُ وقد حفظتُه، فدعوتُ الله به فلم يكُن إلا يسيرًا ثم فرَّج الله عنا ببركة هذا الدعاء.

قال: فلم أزَل أدعو به إثر الصلوات إلى الآن.

قلتُ: وقد سمعتُه يدعو بهنَّ إثر الصلوات، وما تركتُهنَّ أنا منذ حدَّثني بهذا".

[أبو إسحاق الشاطبي في "الإفادات"، ص ٩٤، ٩٥]

 >  >>