للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

أصحاب المطوَّلات؛ فمَن طالع هذه الكتب بذكاء وحُسن تأتي، لا يخرج منها إلا عالمًا بأصول العربية.

هذا بالإضافة إلى أن علم أصول العربية كتبُه قليلة جدًّا، بل نادرة إذا قيست بكتب عِلم أصول الفقه، فلم يكن إلا "الخصائص" لابن جني - وهو من الكتب العالية النفيسة -، و"لُمَع الأدلة" - وهو شذرات لا تفي بحقيقة هذا العِلم -؛ مما حدا بالشاطبي نفسه إلى وضع كتابه "أصول العربية" (١).

فثبت من خلال هذين الوجهين أنه لا يلزم النصُّ على عِلم أصول العربية ضمن علوم العربية المشترطة في منصِب الاجتهاد.

وممَّا يدلُّ على أهمية عِلم أصول العربية بالنسبة للفقيه والأصولي احتكامُ الشاطبي إلى بعض قواعد هذا العِلم في أثناء كلامه على بعض دقائق مبحث العموم والخصوص (٢).

[تنبيه واستدراك]

قال الدكتور فريد الأنصاري عن مصطلح "أصول العربية" عند الشاطبي: "الأصول العربية أو أصول العربية: هي القواعد والكليات اللغوية. قال: "والقاعدة في الأصول العربية: أن الأصل الاستعمالي إذا عارض الأصل القياسي كان الحكم للاستعمالي" (٣). و"ما ثبت في أصول العربية من أن للَّفظ العربي أصالتين: أصالة قياسية وأصالة استعمالية" (٤).


(١) وهو من كتبه المفقودة، وقيل: إنه أُتلِف في حياته كما تقدَّم ذِكره في أثناء ترجمته في المقدِّمة.
(٢) راجع الموافقات ٤/ ١٩، ٢٥.
(٣) الموافقات ٤/ ١٩.
(٤) السابق، ٤/ ٢٥.

<<  <   >  >>